الأخت الفاضلة مها النعيمي
تحية وتقدير لك ولكل المارين بالموضوع
اعذري تطفلي على مقالك ومتصفحك الكريم،لكننا قد نضطر أحيانا إلى الدخول في مناقشات دفعنا إلى الدخول فيها رأي قيل هنا،ووجهة نظر قُذفت هناك.
والحقيقة أن ما جاء بي إلى موضوعك أمر مهم جدا بالنسبة لي بالعودة إلى لقاء اختنا الكريمة حنان محمد التي تعرف مكانتها في نفسي،تلك المكانة التي جعلتها تتصل بي بعد صدور المجلة المذكورة هنا مباشرة لتوضح لي أمرا مهما جاء في سياق اللقاء الذي أجري معها.
وهذا الأمر يتعلق بورود اسمي ضمن الأسماء التي قالت فيها آراء أنا أتحفظ عليها كثيرا،فقد ورد اسمي في اللقاء وهو غير مقصود بحسب اتصال أم محمد "الأخت حنان "بي إذ قالت لي بالحرف الواحد أن المقصودة بهذا الرأي هي الشاعرة فلانة ولست أنت وإنما جاء الخطأ من المجلة في كتابة الاسم،واعذريني يا مها لأنني لن أذكر أسماء هنا من باب احترام الجميع ،ومن ثم لأن الأمر يخص حنان فهي المخولة الوحيدة بذكر الاسماء.
ولكن لأن اسمي ورد في اللقاء وبالشكل الذي يجعلني لو لم تعتذر لي حنان قبل أن اسمع به أو أقرأه هنا على اعتبار أنني لست من قراء المجلة،فإن موقفي سيتغير كثيرأ،وسيكون لي رأي آخر حنان تعرفه لأنني أبلغتها به.
إن اسم شيخه الجابري بعيد جدا بإذن الله عن الشبهات وعن الآراء السلبية التي يمكن أن تقال،وإن قيلت دون ظلم أو تجن أو تطاول فلها احترامها وتقديرها بكل تأكيد من مبدأ احترام الرأي الآخر،لكن أن يتحول الرأي الآخر إلى قذف وتشهير بالآخرين سواء في لقاء العزيزة حنان أو غيره من اللقاءات التي نقرؤها أحيانا لزملاء وزميلات يفصحون من خلالها عن آراء قد تحمل تطاولا على غيرهم فهو أمر غير مقبول البته.
ثم من قال أن النقد يعني أن أصنّف البشر وسلوكياتهم مالنا نحن وما يعتقد الناس أو يعتنقون من أفكار "إن النقد الحقيقي والعلمي يعني دراسة العمل الأدبي للكاتب أو الشاعر أيا كانت صفة المرء الذي نتعرض لتجربته بالدراسة والتحليل،والصدام مع الفكر لايعني صداما مع الأشخاص وتجريحهم،أو التطاول عليهم بهذا الشكل السافر للأسف.
"وأنا هنا أتحفظ على اقتطاعك لأجزاء مما كتبت زميلتنا حنان لأنك يا مها في رأيك هذا لم تختلفي عنها كثيرا في النظر إلى نفوس الناس والتحدث بالإنابة عنهم لأن المرء لايعرف ما يحمل الآخر في ضميره ونفسه من حالة تستدعي أن يسكبها على الورق كنوع من التنفيس" .
وبالعودة إلى اللقاء مرة أخرى أقول :أنا أعرف غالبية شاعرات الساحة،واعرف الأسماء التي ذكرت هنا كلها،وهن زميلات شاعرات واعيات،محترمات،لديهن مسئولياتهن الأسرية التي يحترمنها،وقد شاركت بعضهن أمسيات ناجحة في الأيام الماضية.
وليس معنى أن تكتب المرأة قصيدة تحمل قوة السبك،وجمال الفكرة وتتحدى بها الآخرين أنها مسترجلة،إذن ماذا سنقول عن الرجل الذي يستميت في حب امرأة،فيتخلى عن صلافته،وقوته،وجبروته حين يخضعه الهوى لكسب رضى من يحب؟.
إن البحث عن الشهرة والحديث لنا أنا وأنت وغيرنا لايأتي بالصعود على سمعة الناس مهما بلغوا في مكاناتهم،ومن أراد أن يصل إليها أعني الشهرة عليه أن يسلك مسلكا حرا غير هذا،وعليه أن يتعلم فنون النقد والقراءة الحقيقية للفكر،للنص،وليس للون أو شكل أو سلوك الكاتب،فكم من كتاب قرأناهم وبجلناهم وحملناهم على صدور الإعجاب وهم في سلوكياتهم لايستحقون سوى الرجم،لكن من تجرأ عليهم وقذفهم كما نفعل نحن بمبدعينا.
بقي أن أقول إن كان الزج بإسمي في الرأي الذي قرأته مقصودا من مجلة "وضوح" فهذا أمر سأقف عنده كثيرا،أما إن كان خطأ طباعيا صرفا وبالفعل حنان لم تقصده فعلى الزميلة الغالية أن تتصل بالمجلة لتطالب بتصحيحه في عددها القادم.ولم أكن لأطالب بهذا الأمر لو بقي بيننا فقط،لكن بما أنه قد أصبح في مواجهة رواد المنتديات على شبكة الانترنت فقد وجب الرجوع عنه إلى الصواب،ضمانا لمصداقية الكاتبة العزيزة حنان محمد أمام متابعيها الذين يعرفونها جيدا،وتصحيحا لرأي جاء في غير سياقه الصحيح،وحمل تطاولا غير مقبول على الآخرين.
شكرا لك أختي مها،وشكرا لحنان صراحتها التي حادت عن الطريق قليلا وأتمنى عليها أن تتقبل رأيي برحابة صدرها المعهودة،وأن تتنبه وهي الإعلامية إلى أن الإعلام سلاح خطير إن لم نحسن التعامل معه بذكاء،وفطنة،ووعي كبير،كي لايوقعنا الآخرون في مسالك وعرة لاسبيل للخروج منها إلا بتقديم تنازلات غير متوقعة.
ولتعذر توضيحي هذا لأنه جاء من منطلق سرد الحقائق التي قد يغفل عنها بعضنا بوعي أو غير وعي منه.
وعذرا مرة أخرى