منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - انسكاب.. خيال ..مليح
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2008, 09:59 PM   #14
إبراهيم أبو خشيم
( كاتب )

افتراضي


فبنيا حياتهما خير بنا
فالحب يزكيها
والصدق يجملها
والحكمة تحكمها
والحرية تحفها
فتولت أزمنة مديدة وهما في أسعد عيش و أهنئه
فكثر نسلهما
فأبوهم قائدهم
رباهم على الإخاء
ونشأهم على الود والصفاء
ونبذ الخلاف والشحناء
علمهم أن لصيد قوانين صارمة وطرق خاطفة
وألا يصاد إلا ما لذ طعمه من لحم طير طري
لا ينقض عليه بغفلة
ولا يقتل غيلة
وفي إشراقة يوم جديد
لم يخرج لصيد ..
فتحير أبنائه من أمره ...
فساورتهم الشكوك والظنون .. وعلى مسمع منه ..
فمن قائل إنه عليل
وأخر إنه مرهق
وأخر إنه متذمر من حياة الشموخ
وأخر إنه كهل تقليدي
وبيتنا يحتاج إلى ترميم
ليقوده شاب يافع ذو حرية بعيدة المدى ،
ملم بالمعالم من حولنا ،
يدرك أسرارها وكنوزها ....
فخرج وهو متبختر يعلوه الزهو بنفسه ...
فقال أي بنيّ :
ما في البواطن لا يدركه إلا الباري ...
و في حواركم سرى لي منه عجبا
سأصون لساني من الخوض فيه
لكن اختاروا منكم قائدا حاذقا خيبرا سريعا نشيطا ..
فوقع الأختيار على أوسطهم ...
فتبايعوا و تعاهدوا
على السمع والطاعة
فحلق القائد الجديد يجوب الأفق بحث عن صيد ...
خرج من غابتهم بحثا عن غابة أخرى ...
وفي خلاجات نفسه... إن هذه الغابة تليدة
ولحم طيرها لا يسمن من جوع ...
فلما لاح له غابة أخرى ...
أقبل إليها وهو فرح مسرور ...فقال هذه هي
فتأملها فإذا قد لعبت أنار بأغصان أشجارها
ولم يسلم منها إلا نزر يسير ...
فهبط إلى أرضها ...
وبعد لحظات إذ يشنف سمعه بصوت لم يسمعه من قبل
التفت يسرة فإذا غراب له نعيق ..
قال له مه..مه ..
مالي أراك أسوادا وصوتك مزعجا ...
قال يا أُخيّ كنت جميلا مثلك ...
لكن هي صروف الدنيا ..
كنا في غابة غناء ..نحوم في السماء ..
ونصطاد ما نشاء ..حتى ذات مساء ..
أقبل صيد من البشر أهوج ..
يقتل بلا رحمة ولا شفقه ...
فأوقد نارا لشواء ..
فخرج من غابتنا .. ..
فطارت شرارة من ناره فاحرقت هذه الغابة ...
وفي الصباح الباكر
غرفت ماءا في منقاري ..
فلم أستطع أن خمدها ...
حتى أنشاء الله سحبا فهطل المطر فأخمدت النار ...
وما ترى من لوني الأسود كان بسب الدخان الكثيف ...
وصوتي الممقوت لكثرت حملي للماء ...
فقال القائد الفتي.. يا أخي إن أمرك عجبا
فلا مقام لك على الأطلال هنا
هيا بنا
إلى غابتنا ..
فلدينا وكر أشم فيه متسع ...
نعالجك فيه حتى تبرأ ..
ويستد ساعدك حتى على الصيد تقوى ..
فحلق في السماء ... فقال هيا بنا على أثري ...

يُتبع

 


التعديل الأخير تم بواسطة إبراهيم أبو خشيم ; 08-08-2008 الساعة 10:17 PM.

إبراهيم أبو خشيم غير متصل   رد مع اقتباس