منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ الشِّعْرُ : لَفْظُهُ شِعْرُهْ ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2006, 06:13 PM   #1
قايـد الحربي

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

الصورة الرمزية قايـد الحربي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 45694

قايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعةقايـد الحربي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي [ الشِّعْرُ : لَفْظُهُ شِعْرُهْ ]




طابت أوقاتكم
ــــــــــــ
* * *


الميزان : الآلة التي توزن بها الأشياء .
موزون : شيء موزون جرى على وزنٍ أو مقدارٍ معلوم.
الشعور : الإدراك بلا دليل ، والإحساس له ثلاثة مظاهر هي الإدراك ، والوجدان، والنزوع الإدراك : العلم بالشيء... : = ليس له وزن
الوجدان : يطلق على كل إحساسٍ أوّلي باللذة أو الألم .... = ليس له وزن
النزوع : الذي يحن إلى وطنه ويشتاقه..، وفي التربية : حالة شعورية ترمي إلى سلوك معين لتحقيق رغبةٍ ما ... = ليس له وزن .
للميزان كفتان ، و للقصيدة شطران : لذلك جاء تعريف الشعر لديهم تشبيهاً ؛ لا كما يجب أنْ يكون " جامعاً مانعاً "
فعندما تسألني : ما هو الليل .. ؟
فأجيبك بأنه ظلام، فأنا بالحقيقة لم أجبك بقدر ما وصفت لك .. وكثيرٌ من الأشياء أصبح وصفها تعريفاً لها .، ولكن مهما بلغ هذا الوصف دقته يعتبر ناقصاً، ومن تلك الأشياء بل أهمها ( الشعر ).
عرّف العرب ــ وعندما أقول : " عرب " أتأسف كثيراً لأنّ هذا التعريف يخرجنا من عروبتنا بشكلٍ ساخر ــ أقول : عرف العرب الشعر " بأنّه كلامٌ موزونٌ ومقفى "
كلام : مضمون
موزون : شكل
مقفى : شكل

وبما أنّ للشكل كل هذه الأهمية في الشعر كان لابدّ لهذه الأشكال من مقاييس وحدود تماماً كما تـَزِن الأشياء لذلك جاؤوا بالوزن والقافية كأصول تقعيدية للشعر وأهملوا أول كلمةٍ بالتعريف " كلام " بل حتى هذا الـ" كلام " قعّدوا له القواعد والقوانين من مجاز،واستعارة ، و تشبيه ، و و ... إلخ . وما تجاوز هذه القواعد المقنّنة والقوانين المقعّدة يعتبر خارج عامود الشعر ، فهناك لديهم : ما حسن لفظه وساء معناه ، ما ساء معناه وحسن لفظه ، ما قبح لفظه ومعناه ، و .. إلخ .. من الآراء التي أصبحت قوانين تـُلزم الخارج عنها بالعودة إليها لنستمر في نفس الدائرة منذ الأزل !!!

عندما قلنا عن ألفية ابن مالك في النحو: أنّها كلامٌ موزون مقفى قالوا : نعم قلنا إذن هي شعر قالوا نعم ولكنّه " تعليمي " لتهطل الأسئلة :
وهل في الشعر ما هو تعليمي ؟ .. هل الشعور يُقسّم إلى تعليمي وغير تعليمي ؟ هل ، وهل ، وهل .....
:::

- الكلام هو الألفاظ المستخدمة إذن لنهتم بالكلمة ونعطها حقها .
- لم يعد الشعر ذلك المخلوق المبكي أو المفرح بل أصبح أكثر تعقيداً و أضيق إبداعاً .
::

قال عنترة قبل مئات السنين :
" هل غادر الشعراء من متردّمِ ... ؟ "
ومازال الشعراء يُكابرون

قديماً

كانوا يخلقون من الشعر شيئاً ، قديماً حيث بِكارة الأشياء .
الآن يجب أنْ نخلق من الشيء شعراً ، الآن حيث ( انفضـّت ) الأشياء .

،،
وأنْ نخلق من الشيء شعراً يجب أنْ نسأل : ماهذا الشيء الذي منه نخلق الشعر ؟
لن نخرج بعيداً عن التعريف بل منه وإليه ننطلق وسنقبض بشارد الكلام من " الكلام "
بالعودة إلى الماضي نجد الصور المتناثرة تجعل منك شاعراً .
من قال : " حبيبتي كالقمر " في ذلك الوقت فعل شيئاً عظيماً بالتأكيد ، بينما لو أتى الآن وتغنّى بها سنقذفه بالغباء و لذلك صرخ عنترة بهذا الشطر .
،،
= قديماً كانوا يجعلون من الصورة لفظاً ، وهذا ما فعلوه !!!
= الآن يجب أنْ نجعل من اللفظ صورة وهذا ما لم نفعله !!!


ــــــــــــــــــ
كيف يمكنني أنْ أخلق من هذا اللفظ / الكلام .. شعراً ؟

يقول بدر شاكر السيّاب في قصيدته " أنشودة المطر "
" أصيح بالخليج : " يا خليج
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى !
فيرجعُ الصدى كأنّه نشيج ؛
" يا خليج يا واهب المحار والردى . "

في هذا المقطع / النداء نرى الشاعر يصرخ وينادي الخليج بكلماتٍ متعددة هي ( يا واهب اللؤلؤ ــ المحار ــ الردى ) ولكن عند عودة الصوت يُفتقد أحد هذه الكلمات فتكون : ( يا واهب المحار ــ الردى ) ليتمّ إسقاط " اللؤلؤ " عمداً وبهذا الإسقاط المتعمّد لكلمة / لفظ ، اللؤلؤ يخلق هذا اللفظ شعراً آخر وأبواباً لم تـُطرق من قبل ولك أنْ تتخيل السبب أو أنْ تضع مكان اللؤلؤ ما تراه أنت لا ما يراه الشاعر وبذلك تنادي مدرسة ( نقد استجابة القارئ ) بأنّ النص هو ما نقرأه نحن لاما يكتبه الشاعر ، فالقراءة تولِد للنص معانٍ متعددة مع كل قراءة جادة

ــــــــــــ أيضاً ـــــــــــــ

يقول فهد عافت في نص " كيمياء الغي " :
(خربيني .. غربيني في الصدى
جربيني في المدى
إحطبيني للضلالات الطريه : غصن يابس من هدى
أعربيني فاعلٍ للمبتدا
خربيني خبريني بخريني : كيمياء الغي .. ).

ما قيل هنا ليس ترفاً لُغوياً .. بل هو الشعر
انظر إلى " خربيني " الأولى وافتح معي المعجم ، واستمتع بما يحدث ـــ
نقرأ من معاني المصدر " خرب " : ( استخرب فلان : انكسر من مصيبة ، واستخرب إلى فلان اشتاق ) هذا ما يدل عليه قوله : " غربيني في الصدى انكسارٌ للشاعر من غربةٍ في متاهات الصدى والمصيبة واشتياقٌ لحبيبةٍ تعود به من خراب .

الخرب : ( وعاءٌ يجعل فيه الراعي زاده ) هكذا هو في طلبه " جربيني في المدى هو وعاءٌ ينضح بالحياة إنْ اتكلت عليه تكون هي " الراعي " بين أكفّ المدى ويكون هو الوعاء الذي لا يستغني عنه ذلك الراعي إلا إنْ استغنى عن حياته .

الخـُرْبُ : ( المُشرف من الرمل يُنبت الغضى )· الخرُّوب : ( شجرٌ مُثمر )
لنتجه إلى قوله : " احطبيني للضلالات الطريه : غصن يابس من هدى ..
البداية ضلالات وكل بدايةٍ طريه .. لم تداعبها شمس الملامة لتزيدها الهداية قسوة كغصنٍ يتوشحه البياض ، ويُنحت في الآخر " شاعر " حتى في قوله :
" اعربيني فاعلٍ للمبتدأ " والتفاته إلى اللغة كقولٍ يتردد على لسانها وكعمل / فاعل لكل بداية .. نجد له في اللغة طرفاً فالأخرب عند العروضيين : ( الجزء الذي دخله الخرْب ) وهو اجتماع الخرْم والكف في " مفاعيلن "
إذن لكل جذرٍ غصن ، ولكل غصنٍ جذر ... ولكل كلمةٍ مرآة في القاموس سمّه ارتباط أو سمّه لي أعناق الكلمات أو ماشئت أن تسميه ولكنّها اللغة ليس لها حدود فتتهم بأنّك تجاوزتها بل هي الفضاء الأرحب .
وفي قوله : " خربيني خبريني بخريني "
نجد لها من المعاني ما يوافقها مرّ معنا أنّ من معاني " خرب " ( أنه الوعاء ) لنرَ من معاني الأصل " خبر " ( منقع الماء في الجبل ) وأيضاً الأصل
" بخر " ( صيّر الماء بخاراً .. وبخر له : طيّب ) وهو ما أراده الشاعر بأنّه وعاءٌ ينضح بماءٍ علٍ أبداً ليس من سهل .. هو عالياً حيث الربب والطُهر .. لم يختلط بطينة الأرض بعد .

إذن لنقف هنا .. و بالنظر إلى ماسبق ألا يجب أنْ يكون الشعر .. لفظاً .. ؟
ألم يُخلق من هذا اللفظ شعراً .. ؟
أحبتي لكم رأيكم ... ولي رأي المتواضع حدّ الجهل أحياناً ..

 


التعديل الأخير تم بواسطة قايـد الحربي ; 02-07-2007 الساعة 08:39 PM.

قايـد الحربي غير متصل   رد مع اقتباس