أدعِّي القوة .. و أن كل الأمور تسير على ما يرام .. و أنني بأفضل حال
لخداع قلبي الذي يتعصر ألماً على حال جسدي ..
أمام الطييب أبدو امرأة من زمن القوة ممتلئة الكثير من الرضا و التسليم و هي
تستقبل خبر تدهور صحتها بإبتسامة ومزحة .. بينما كل ما فيها يصرخ
أن فــرجــك يا الله ..
لا أحد _ و ربي الرحيم _ لا أحد يعلم ما يتصارع بداخلي من مشاعر و لا حتى
الحرب النفسية التي تعيشني .. لكوني أخبيء مشاعري في صندوق مغلق خشية
إنفجار براكين الحزن التي أحاول جاهدة اخمادها و التربيت عليها برفق
لا أريد ايلامهم و لا أريد تعذيبهم .. ما يصبرهم هو كوني راضية أو أقله ألبس
قناع الرضا و أقف شامخة أمام أمراض استعمرتني لا اعلم من أين أتت ..؟؟
و لا متى ستنجلي ..؟؟
وددت من أعماق قلبي لو فقط أصرخ بهم أرمي قناعي و أنطق أريد أن اعود بالسنين
حتى أعيش مراهقتي بكل صحة و مرح و جنون بدلاً من قضائها بين أسرة المستشفى
و مشارط الأطباء و أكياس الأدوية ..
أريد أن أصرخ بهم أتمنى لو أشاركهم أفراحهم أرقص معهم أحتفل بمناسبات النجاح
و ألهو في زياراتنا للمنتزهات و لكني لا أ س ت ط ي ع .
فالتعب لا يماد يفارقي الا لمماً و اليأس ينشب أظفاره بي فلا أستطيع فكاكاً منه
أريد أن اهزهم حتى ينظروا إلى ما وراء عيناي الحزينتين و أن يستشفوا منهما ما
أود قولة دون ان أكلف نفسي عناء البكاء و الشرح ..
كم أتوق لتذوق طعم العافية .. و احتضان الفرح بك سعادة أكتفيت ألماً أريد أن
اكون طبيعية كما الآخرين فهل هذا مطلب صعب التحقيق ..!!
أعلم أن لا شيء بيدي و لا بيد أي مخلوق و لكن مجرد خطرات نفس يائسة تتألم ..
كم أستمطر الصبر حتى يغرقني و يريحني مما أنا فيه و لكن يبدو أن السماء مجدبة
و لا من صبر في الأفق لا حل أمامي سوى طريق الرضا كي أسلكة
فلا من مخدر لي سواه ..