منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - فِي الآوِِنَة الأخِيرَة :
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2008, 03:26 PM   #21
جُمان
( شاعرة وكاتبة )

افتراضي




حَبّرتُ ردّاً بالأمس ../ ولكِنّها التّقنية تعمّدت إغضابي فالتهمَتهُ../ ولا أدري في أيَّ أو ديتِها هَلك
لذلك آثرتُ تأجيل الرّد


[ 3 ]

رُبما عندما يذوب الكاتب أو المثقف../ في ثقافات أخرى ويتشربها حدّ التّخمة ويحتكّ بِها لدرجة تجعلُه ينفصِم عن موروثهِ .. هي من تجعلهُ يكتسِبُ قناعاتٍ تصطدِم مع مبادئه وتجعله يفقد هويّته الثقافية الخاصة والتي من المفترض أن لا يُراهِن عليها خُصُوصاً في المُسلّمات أو فيما يخُص معتقاداته الدينية والتي لا يَختلف عليها اثنان
ورُبما كان الانبهارُ بِثقافةِ الأخر وتشرّبها دون تمحيص تجعله يحتقر ثقافته الخاصة وثقافة من حوله
سيما عندما يتّجه إلى كُل ما يُنعِش العقل والفكر دون [ صقل ]
والأدهى عندما يتشبّعُ [ بالمَنطق والفلسفة ] ويجعلها كـ مِشرط يُمرر تحتَه موروثَه وثقافته
قد لا أرفض المنطق والفلسفة ولكن ليس بالحدّ الذي يجعل المرء يحتكم لها ويُحكّمها حتّى في أمورِ الدّين والتي جاءت بالنص وليس لنا مِنها سوى التّسليم

ثمّ أضيفُ إلى ذلك أن من يحقن نفسَه بهذه الثقافات لدرجة التّشبع لا يؤمِن بـ تعدديةِ الرأي وإنّما أمره في ذلك
[ مَا أُرِيْكُمْ إلا مَا أَرَى ] نتيجةَ اعتدادهِ بما يمتلك وتهميشه لغيره رُبما استصغاراً له../ أو اعتداداً بـ ذاته
رغم أن تعدد الرؤى ظاهرة صحيّة وناموُسٌ طبيعي
فيرى أن اعتدادهُ بـ رأيه والعض عليه بالنواجذ, مستلزم أساس ورئيس لخلق هالة الهيبة وتجييش الزخم!
وليته اعتداد أبطال وابتسامة فرسان .. لا ! ..غالباً هو تعنت وصلف وإقصاء، مع أنهُ مُطالب _ وبحكم ثقافته _
بالسّماح ولو لـ ِموضوع قدم .للرأي الآخر ..


[ 2 ]

هناك من يملِك آلة الكِتابة ولا يَمتلِكُ ملكة الحوار [ كما ذكر الأستاذ حَمد ]
ورُبما يكون صاحِبُه [ أجوَفاً ] يختَبِيءُ تحتَ عباءةِ حرفه .. ظاهِرُهُ فيه الدّهشة وباطِنهُ مِن قِبَله الفراغ
تسمَعُ له جعجعه ولا ترا طحيناً
ورُبما أسبابٌ أُخرى [ لا ] نَجهَلًها


[ 1 ]

فِي نظري ..
من يأذنُ لفكرتهِ بالولادة ../ ثم يفتح الأبواب ولأقلام والعُقول حتى تُربيها وتعتني بها معه
من يستطيع وبِمهارة أن يقدح الضوء في عقول من يقرأ ويُرغِمهم على المشاركة والاستفاضة في نشر النّور
و من يَمنح القاريء فُرصة أداءِ زكاةِ قراءتِه
من يهمِسُ للقاريء بـ [ هيتَ لك ]
هو من يَبعثُ الحَياةَ في مقالِه
أما من يكتبه كاملاً تاماً بِحيث يُغلق الأبواب حتّى عن مبارزِة فِكرة أو رأي
فقد وأده لأنه لم ينتظر من القراءة سوى القراء والثّناء فقط


المُتفرّد خالد صالح الحربي

تَكتُب فـ يُغرِّد الفِكْر
وتَسْتَقرِيء الوَاقِع فـ تُغرّد الكِتَابَة
وبِيْنَ التَّغريْد والتّغرِيد
تَصنَعُ من الدَّهشَةِ مَا تُريد



شُكراً تصعَدُ إلى أعلى ../ حيثُ أنت

.
.

 

التوقيع



[ اللهُمَّ آتِ كُلَّ ذِيْ قَلْبٍ : قَلْبَهُ ]

جُمان غير متصل   رد مع اقتباس