[منى السويدي]

.
.

بعد أن عودتني عليك .. وحقنت أوردتي بجرعات منك ..
حتى انتشرتْ جزيئاتك بي ..وأدمنتكَ بلا حد وبلا اكتفاء ..
التفتَ عني .. لتطالعها هي
بنظرة تتسع مدارك الإعجاب بها .. وبذهول لا يضاهيه إلا ذهولك بي ..
حتى سقطتْ بكلها فيك .. وبي لم تبالِ ..
لكن .. ضع عينيك في عيني .. وصارحني ..

تلك الأنثى ..
كم من الصبر تحتاج .. لتحتوي صمتك المتسلط .. وتحتملكَ كما احتملتكَ أنا ؟؟
وكم من الوفاء تحتاج .. حتى ترتق خيانتك لها .. وتصمد كما صمدتُ أنا ؟؟
وكم من ألوان الحب تحتاج .. حتى تحبك بنكهات مختلفة .. كما أحببتك أنا ؟؟
وكم من القوة تحتاج .. لتقف قبالتك غير ناكسة رأسها بوجع .. كما وقفتُ أنا ؟
وكم من المساحات تحتاج .. لتعيشكَ على طريقتها .. كما عشتكَ أنا ؟؟
وكم من العافية تحتاج .. لتقاوم انتكاساتك .. كما قاومتُ أنا ؟؟
وكم من القناعة تحتاج .. حتى تتجاهل عروضهم .. كما تجاهلتُ أنا ؟
وكم من الوداد تحتاج .. حتى تهيم بكَ .. كما همتُ أنا ؟؟
وكم من الجنون تحتاج .. حتى تخترق العادات والتقاليد .. كما اخترقتها أنا ؟؟
وكم من الأمومة تحتاج .. حتى تعتني بكَ .. كما اعتنيتُ أنا ؟؟
وكم من الحنان تحتاج .. حتى تتناسى آلامك ولا تُعاتبكَ .. كما تناسيتُ أنا ؟؟
وكم من الدفء تحتاج .. حتى تشتت بردك .. كما شتته أنا ؟؟
وكم من الأمل تحتاج .. حتى تكسر يأسها منكْ .. كما كسرته أنا ؟؟
وكم من الأرواح تحتاج .. حتى تضخ الحياة في ذكرياتها معك .. وتعيشها كما عشتها أنا ؟؟
وكم من الأدمع تحتاج .. لتغتسل من أوجاعكَ .. كما اغتسلتُ أنا ؟؟
وكم من الخشوع تحتاج .. لتبتهل لك في دعواتها .. كما ابتهلتُ أنا ؟؟
وكم من الإرادة تحتاج .. لتغض الطرف عن عيوبكْ وبها ترضى .. كما رضيتُ أنا ؟؟
وكم من الخوف من الله تحتاج .. لتدوس رغبات نفسها ونفسك .. كما دستُ أنا ؟؟
وكم من اليقين تحتاج .. لتدرك أن النصيب يُصيب .. كما أدركتُ أنا ؟؟
وكم من الإلحاح تحتاج .. لتزج بكَ في أدعيتها .. كما زججتُ أنا ؟؟
وكم من الإصرار تحتاج .. لتتحداهم قائلة: أنا مب بس أحبه .. أنا أموت عليه .. كما تحديتُ أنا ؟؟
وكم من الصمود تحتاج .. لتثق بكَ رغم عبثكَ .. كما وثقتُ أنا ؟؟
وكم من الغرام تحتاج .. لتغرم بكَ من أقصى قسوتكْ .. حتى أقصى أقصى طيبتك .. كما أُغرمتُ أنا ؟؟

أتحداكَ يا رجلاً أحببته ..
أن تجد فيها حتى شبر مني .. يعوضكَ عني ..
أتحداكْ ..!

وعند الهامش:
وما كلماتي أعلاهـ ..
سوى نتاج حرضتني عليه أحرف كاتبتنا الأصيلة ..
ذات نص فاخر لها ..

.
.