المخاطرة الأكبر هي ان تنصت للضجيج و الزحام في دواخلك .. تمعن في الخطر
و تتناول القلم بعد ان تفرد ورقة بيضاء لا يشوبها إلا نواياك .. لـ تلطخها بما يدينك
المخاطرة الاكبر ان تغامر في ورقة تستهل سطرها الأول بخطوات لن تكفيك شر الأنزلاق في منحدر السطور ، تحاول عبثاً فيما بعد التشبث بما يتوفر من حروف كي تقتل فكرة السقوط .. تتأمل ما اجتثته يديك من حروف لـ تتفاجأ بأنها تشكلت كلمات
كلمات كـ ثقب يتسع بشراسة و لأنه أسود .. تقرر لاحقاً بأنك على وشك إبتكار هاوية ... يدوي الضجيج حينها لـ تدرك مبكراً أنك بؤرة لكل النكبات القادمة ..
و كـ عادتكِ حفظكِ الله ... كلما هممت بالكتابة .. تأتين انتِ و اشيائكِ كلها ..
تنقلبين على المواضيع .. تفرضين عناوينك ... و تعلنين السيطرة .
و لأنني أحبكِ كـ محارب مرابط في الثغور يخبيء روحه و حريته خلف ترس ، معركة هي كل ما يلزم كي يعود إلى شجرة في الوطن علق قلبه على جذعها ... أبايعكِ و أسلمكِ مقاليد اللغة ...
ابقي يا جميلتي في مطالع السطور ... امنحيني انتباه عينيكِ و هاكِ ابجديتي
احبكِ بالمناسبة ..
و لو سألوني يوماً : لماذا أحبكِ ؟
سأقول لأنها الوحيدة التي تضحك و أعلم بعدها أن يومي بخير
و لأنها الوحيدة التي تملك تلكم الكفين الصغيرين القادرين على مسح البؤس
ثم سأخفي عن فضولهم بقية اشيائكِ الجميلة في قاع قلبي ...
انتِ أثاث الصباح بكِ يبدأ اليوم ... و بعدكِ يأتي فنجان القهوة و الجريدة
و انتِ الليل كله ... و اثنائكِ تأتي القصائد و الموسيقى و النعاس
احبكِ ... احب هدوئكِ و انتِ تنثرين لكنتكِ برفق على سوالفكِ ... أحب دلعكِ : عطر حكاياكِ ، سيد فتنتكِ و جلاد غروري
احبكِ كـ مغوار يجندل الأزمات في سبيل قضيته ... بل كـ قرصان نبيل من فرط حبه للبحر .. رمى عينه و ساقه في لجته
ماذا لو حرموني منكِ ...؟
هل رأيتِ وجوه الملوك حين يخلعون من عروشهم و يغادرون قصورهم ..
هل رأيتِ الحقول بعد الجراد ، غرفة الجدة بعد أن تموت ، سحنات الاطفال في المعارك ، المتاحف بعد الحريق
سأكون كلهااا لو حرموني منكِ ...
ماذا لو كنتِ لي ..؟
أجلب الورود لكِ كل يوم ... لا بل أجلبكِ انتِ و اهديكِ للورود ..
اعامل ملابسكِ كـ مواقيت ... فـ حين ترتدين بيجامتكِ القطنية .. أعرف أن المساء ابتدأ و حين ترتدين القصير أعرف أن الليل سينتصف و حين تنثرين شعركِ في وجهي ! و ترتدين القميص الذي يخفي كفيكِ الصغيرين تحت اكمامه الطويلة
القميص الذي لا يستر ركبتيكِ مهما اجتهدتي ... القميص الذي كنت اخفي نهايته
تحت بنطالي الجينز ! ... سأعرف أن النعاس في الجوار