منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - المرأة السعودية..إلى متى ؟! وإلى أين؟!
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-26-2008, 05:41 PM   #55
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

الصورة الرمزية د. منال عبدالرحمن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 461

د. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


قرأتُ كلّ الرّدود , و اسمحوا لي بمداخلةٍ صغيرة .

هل المرأة مهضومة الحقوق ؟

نعم المرأة العربيّة مهضومة الحقّ و من الجميع بدءاً من أهلها و حتّى زوجها و محيطها الاجتماعي , و الرّجل ليسَ بأفضلِ حالٍ منها فهو أيضاً يُعاني من هضمِ حقوقه , ليست المُشكلة في قيادة السّيارة و لا في العمل و لا في الاختلاط و لا في الحجابِ أو الخِمار , المُشكلة مُشكلة فِكر عربي متجمد متصلّب , كلٌّ يأخذُ من الدّينِ ما يُناسبه و يتّبعهُ ثلّةٌ ترى نفس رؤيته فيتحوّلُ إلى تقليدٍ و عادةٍ تحكم المجتمع ,
الدّين كفلَ للمرأةِ حقوقها , و لكن أين من يُطبّق الدّين على نفسهِ اوّلاً , يمنعُ اختَه من الخروج و يخرجُ بالملابسِ الضّيقةِ , يحرّمُ على زوجته العمل و لهُ ألفُ خليلةٍ و خليلة , يُبالغُ في التّدقيق على تصرفّات ابنته و لهُ في الزّنا و الميسر و الخمر ألفُ صولةٍ و جولة ,

المرأة تحبُّ ان يخافَ الرّجلُ عليها , أن يُحيطها بخوفه و رعايتهِ و حمايته , أن يكونَ سندها و حاميها و شريكها , لا أن يكونَ قيدها و جلّادها ..

الكثيراتُ من النّساءِ يُعانينَ من الظّلم , يتعرضّن للضّربِ و الإهانةِ و القذفِ و السّبِّ و الشّتم و الزواج الاجباري و الاستغلال , يعانينَ من الصّمتِ على حقوقهنَّ لا رضىً , بل خوفاً و رهبةً من تسلط الأب و الأخ و الزّوج ... و المجتمع !

المُشكلة أكبر بكثير مما نتخيّل , المُجتمع العربي , مجتمع متلقي بالدّرجة الاولى , يستقبلُ و لا يُنتج , و لستُ أقولُ هنا بأنّ المرأة الغربيّة أحسن حالاً لأنّ الغربَ وقعَ في فخِّ الإباحيّةِ في سبيلِ الحريّة , تماماً كما وقعنا نحنُ في فخِّ الكبتِ في سبيلِ " درء المفاسد " .

هذا المجتمع يعاني الكبت , رجاله و نساؤه - و الجميعُ لديه أدلّةٌ كافية عن ذلك- , نحنُ نحتاجُ للخروجِ من قوقعةِ الفكرِ المحدود , نحتاجُ لأن نفهمَ انَّ المرأةَ و الرّجل سواء , أنّهما بشرٌ , لكلٍّ منهما عقلٌ و قلبٌ و روح و أنّهما عرضةٌ للخطأِ كما للصّواب , نحن بحاجةٍ للخروجِ من قوقعةِ الوصايةِ العمياء و من مجاهلِ الدّونيّةِ و الفوقيّة و تناوبهما بينَ الجنسين , من كابوسِ العار الذي يلاحقنا كيفما اتجهنا .

عندما يكونُ الرّجلُ و المراةُ محصّنانِ من الدّاخل , فلا خوفَ عليهما , و لكنّ المُشكلةَ انّنا نريدُ ان نبدأَ من الخارج , من المظهر , نريدُ جعلَ ثيابنا أجمل و ننسى قلوبنا , و فِكرنا و عقولنا , هي تلكَ من تحتاجُ إلى التّطوير , إلى نفضِ غُبارِ الجهلِ و الجمودِ عنها ..

نحنُ نرجعُ للخلف , بكلِّ ما لدينا من فكرٍ و قيمٍ و ثوابت , و الغربُ يتقدّمُ بكلِّ اباحيّته نحو الامام , لأنّه انشغلَ بالمضمونِ عن الظّاهر - حتّى أهمله - , لأنّه يفكّرُ كيفَ يبني مجتمعاً سويّاً - حتّى لو أخطأ - و لكنّه يحاول , نحنُ لا زلنا نناقشُ بعضنا البعضَ في ثوابت , و نرمي الآخر دوماً بالشّكِّ و الخطأ و نغلقُ بابَ بيتنا على أنفسنا خوفاً من العارِ و الفضيحة !

كلٌّ منّا لو أرادَ فعلَ شيءٍ فلن يُثنيهُ قيدٌ او بابٌ أو أيُّ شيءٍ آخر , الشّيءُ الوحيدُ القادرُ على التّحكم فينا هو نحنُ , هو ضميرنا و قيمنا و ثوابتنا الدّاخلية , و هذا يعني أنَّ العملَ يجبُ أن يكونَ هناك في الدّاخل .

:

شُكراً للجميع هذا الحوار , و لصاحبةِ المقال كلُّ التّقدير .

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس