:
أجدُ أنَ الكاتبَ , هوَ مجموعةٌ من عوالمَ كثيرة , عوالمَ متداخلة , متراكبة , يغوصُ فيها الكاتِبُ الحقيقي , فنراهُ يشعرُ بأدقِ تفاصيلِ ما حوله و يتأثّرُ بها و يتماهى مع ما يُحيطُ بهِ لدرجةِ تقمصهِ في بعضِ الأحيان ,
إنّ الحسَّ المُرهف الّذي تمنحهُ الكتابة و الخيال الكتابيّ للكاتِب , يجعلهُ شديدَ الحساسيّةِ تجاهِ التّفاصيلِ الصّغيرة , في ذاتِ الوقتِ الّذي يكونُ فيهِ قويّاً , و ربّما حكيماً أيضاً ,
أُضيفُ إلى ذلك , أنّ المجتمع غالباً ما يتنكّرُ لمثقّفيهِ - و خصوصاً لأولئكَ الّذين يسبرونَ أغوارهُ و يضعونَ أقلامهم على جرحهِ ينكأونهُ في محاولةِ تحفيزِه على الشّفاء , أو ربّما ياتونَ بأفكارٍ تسيطرُ عليها الغرابةُ و عدم الالفةِ ,
كلُّ هذه العوامل قد تحذو بالكاتبِ حذوَ الانتحارِ مثلاً أو حتّى الهروبِ إلى مكانٍ آخر , أو ربّما العزلة الاجتماعيّة .
الشّاعر اللّبناني خليل حاوي مثلاً , ماتَ منتحراً , بعدَ الاجتياح الاسرائيلي لـِ لبنان , تأثّرهُ البالغ بدخول الصّهاينة أرض بلاده , و احساسهُ المتنامي بالقهر , دفعهُ - كما أظنُّ - إلى ذلك .
:
السّديم :
أنيقٌ هو مقالكِ و جميلةٌ هي أفكارك ,
دمتِ بخير .