سلاسلُ العشب تتسلّقُ سلّمَ الامنيات و تُحيلهُ درباً أخضر قادراً على فتحِ عينيهِ أمامَ ضوءِ الشّمس ,
قنديلٌ تبقّى من زمنِ الطّفولة , صداهُ اغنياتٌ و ظِلّهُ خريفٌ ينفضُ عنهُ عناءَ الأوراقِ الصّفراء و يطيرُ كفراشةٍ ملوّنة ,
نخلةٌ مسافرةٌ و وتر , و تربةٌ غنَّاءُ و حجر , و موعدٌ و سرٌّ صغيرٌ ..
و حكايةُ العواصفِ القديمة , تقتلعُ الأشجارَ الهزيلة و تتركُكَ مغروساً بقلبي ممهوراً بمطرٍ ناعمٍ يُغرقني و لا يأبه ,
يداكَ و قصّةُ الياسمينِ الّذي كانَ يوماً ما أنفاسك , و قصيدةٌ عتيقةٌ عنوانها رجلٌ / حزن , مشيّدةٌ بكبرياءِ قصورِ بابل ..
كلُّ ذلكَ و أنتَ راسخٌ في العمقِ كأمنياتِ الرّحمةِ و دعواتِ المغفرة ,
كطفليَ أنتظرهُ و تخبّئهُ اللهفة , أخبِّئهُ و يتلهّفّهُ الانتظار ,
و اسمكَ كلمةُ القلبِ على الدّم , يتلوها فيُطلق سراحهُ من النّسيان !
و ..
تشتعلُ الرّئة ,
غيابكَ نظّارتها السّوداء و بُعدكَ عكّازها الأعمى ,
و حلمها أن تقنعَ الرّبيعَ بقدومك
بأنّكَ ستخرجُ من كتبِ حكايا الاطفال
بأنّك لا تحبُّ حرف الهاء , و لا علاقةَ لكَ بالميم و ليسَت الواوُ بحّةَ صوتك
و أنّكَ حينَ اعتقلتَ الأبجديّة , تركتَ لي اسمي معلّقاً على جدرانِ عينيك و أتقنتَ رؤيتَهُ حتّى حفظكَ عن ظهرِ حبّ !
و أنَّ ما بقيَ من مراكبِ الحنينِ الـ بلا حدود , سيأتي بكَ إليّ قبلَ موعدي القادم مع الموت ,
قبلَ موتي القادمِ مع الموعد ,
ليسَ هذا فقط , بل ...
كلّ اللي صاير بقلبي ..