أستاذ رضوان ,
برأيي إنّ موضوع طرح الفكرة و تقبّلها من الآخر أو عدمه , يتعلّق بأسباب عدّة أحدها أنّ الشّخص الّذي يطرحُ فكرةً ما , هو انسانٌ عاديّ قد تكونُ خبرتُهُ في الحياة أقلّ من الآخرين , إذ لا علاقةَ بالضّرورة بينَ العُمرِ و الخبرة , و من المنطقيّ القولُ لغةً : [ جمعُ الخبرات ] , إذ أنّ الخبراتَ تُجمع و يتمُّ تحصيلها من خلالِ التّجارب و التّعليم و رفع المستوى الفكري و الثقافي للانسان ,
كأن تقرأَ مثلاً للكثيرِ من الحكماء و تتعمّقَ في أقوالهم و تجاربهم , لتخرجَ بالنّهايةِ برأيٍ يخصّكَ و فلسفةٍ تعنيكَ و أسلوبكَ بالحياة .
إذن فالأفكارُ تبقى فرضيّات حتّى يتمَّ اثباتها , أمّا تلكَ الأفكار الّتي غيّرت وجه العالم , كتلكَ الّتي خرجت يوماً ما و أُثبِتَت كرويّةِ الأرض مثلاً أو دورانها حول الشّمس , فقد ظلّت نظرياتٍ عقوداً من الزّمن حتّى تُمكِّنَ من اثباتِها و كانت نتاجَ تحصيلٍ علميٍّ و فلسفيٍّ عميق و تطوّرت مرّةً بعد أخرى حتّى وصلت للشّكلِ الذي هي عليه الآن .
و عندما نتحدّثُ عن قبولِ آراء الآخرين باعتبارهم أكثر خبرةً منّا , فلا مانع من ذلك ,شرطَ ان توافقَ آراءؤهم تلكَ , تصوّراتنا و قناعاتنا , إذ يجبُ لكلٍّ منّا خوضُ غمار التّجربةِ بنفسهِ و جمع الخبرات و التحقّق من القدرة الذّاتيّة على البناء و حلّ المشكلات و التّطوّر .
هذا و لكَ جزيلُ الشّكر , و أهلاً بكَ في المقال .