.
.
.
أنظر اليها وعَبق الطفولة فيها ..
رائحة اللعب ..تركضُ فِي تجاعيدها ../ والحصير الَّّذي اتكأت عليه كثيراً ..لازم وجهها
..حَتّى الفراشات التي تصاعدت في عينيها مرة ../ عادت اليها ..وهِي مُسنّة ..تشحذّ الوانها ..تِلك التي سقطت فِي بُحيرة
صدرها ..ولم تنجو من الغرق !
..حَتّى ضفيرتيها التوأمتين ..الأولى تسكنُ كتفها الَّذي يرعى المطر ..والأخرى تسكن كتفها الآخر ..الَّذي يدعوا ي الله ..فِي خُشوعٍ
أن يُريح رجُلاً ما رأسه هُنا ذات حنين ..تعانقتا لأول مرة !
..حتّى الأتربة التي سامرت خُطواتها ..وتلقنت من مَيلِ خصرها ..كيف يتحوّر السراب ماءً ..وكيف تُؤمن العصافير مؤونة الشتاء من حقُول الخريف ,..تشابكت
مع الحُلم وهِي تفقه كُل شيء ,
..حتى الرغيف الفقير الًّذي قضمته بطفولة أصابعها يوماً ..عاد شاباً نبيلاً ..يحلمُ ان يتوسد كفيّها وينام ..وهُو لايشعر بالتنّور والنار !
يا أكرم ,
لكأنّك ..أمسكت المهد ..وزواجته بالقبرِ ../والصرخة الأولى ..ب الغرغرة الأخيرة
لكن بيدٍ رحيمةٍ جداً ..تسمح للأشياء أن تعود لأصل فطرتها
فِي ذات اللحظة ..التي تتمنى أن تشيخ فجأة
..وترحل الى الله !

.
.
.