مات شاعري
مات بطلي
مات نموذجي ومثالي
ماتت المرآة التي كنت أرى نفسي منها.
مات مرشحي المفضل لجائزة نوبل للآداب
مات أبي.
مات محمد الماغوط، الذي كتب الشعر بأسنانه، مات المحارب للقصيدة باللحم الحيّ.
مات الملاكم العنيف، ولم يسقط بضربة قاضية. مات الوفي للشعر، والخائن لقصائد الآخرين.
مات المخمور باللغة، مات المقامر باللغة حين أفلس الآخرون.
مات الذي أحبني كشاعر وأزعر، والذي أحببته كشاعر الزعران.
لم أدخل يوما الى دمشق إلا وأسأل عن الماغوط، ولم أصافح صديقاً سورياً في بيروت إلا وأسأل عن الماغوط... اليوم اعتقد ان عاصمة للشعر قد سقطت في أيدي الموت...
مات فتى الشعر العربي، مات مشاغبها الأجمل، مات الذي تشيطن وتولدن وتصعلك وحربق وكان أجمل ابتسامة عرفتها الدموع العربية.
مات الشهواني الذي عشق الحياة وأسكنها في حديقته، وهو الذي جرّ الشوارع كالخيول الى إسطبل قصيدته لتشرب.
مات الوحيد والمتوحد والمنعزل والمعزول، مات صديق الجن والجناني.
هو شاعري الأجمل، هو أجمل حوار صحافي أجريته في حياتي المهنية وصديقي يوسف بزي.
مات الماغوط، يا شباب، أعتقد الليلة، سأشرب كأسك يا محمد، وأقول للساقي (واحد جن تونيك)...
يحيى جابر: