بعد أثني عشر عاماً من الحنين ...
بت أتخيل هُنا كيف كانت تكبر شجرة الحنين
بعمق هذا القلب ..ويد الغُربة لاتستطيع أن تُشذب المتطاول من أغصانها ..
ينمو ظلال تفاصيلها من رائحتها المخباة باطراف أصابعنا ..
كيف لـ الدقيقة أن تكون الساعة ...
وكيف لـ الدرب أن يكون السفر البعيد ...
وكيف أن الذابل من نبضنا ..ينتعش فجأة حين نعود ...
يسبقنا لها كخطوة المطر التي لاتُحصى ....
كلهفة الأطفال وحمامات انفاسهن البيضاء ..
كل شيءٍ فينا قد كبر ..إلا صورتها لازالت لم تجتاز حدود المراهقة .. وخط المسطرة ..وغمام الطباشير وعشب اللوح ..
نصل .. لنجد أنها يافعة بحجم الشوق والحنين الناضج لنا فيها ..تعتب هي ونعتب نحن ...
ولامخطئ سوانا .. هي لم تغادر .. بل نحن من غادرها..
ولكن ظلت هي تُحبنا وبقينا نُحبها ...
هذا النص ياصُهيب
عميق جداً في عين من تلتحم روحه بالأرض ...
وإن غادرها