[وعْدٌ بعودةٍ مُنْهَكَةٍ عُدْتُ إليكم ]
هو لُعَابٌ مِنْ وَرَقْ
تلْعَقُهُ أصابِعُ الكفوف
يتقاطرُ بين أناملي من شَفَتيِّ أُنْثَى
تُطْبِقُ بِمطْرَقَةِ أُنوثَتها بِلا هوادة
تعْصِفُ بأشْرِعَةِ الروحِ ذاتَ غَسَقٍ وأرَقْ
تهْوي بقلَمٍ مِنْ رَصاص على قارِعةِ الإنْهاك
حيثُ لا مَشَارِقَ للقلبِ تُنيرُ ظُلْمةُ الطريق
مُقيَّدٌ بقيودِ الآه ..
هكذا أكونُ دوماً حينما أكْتُب
أكْتُبُ الحرفَ بشريانِ قلبي وينْسِفُني الفَرح
ويسكنُ في أرواحِ القُراء ..
وأتَجَردُ وحيداً في أرْضٍ قاحِلة
أهوي في عُمْقِها
حتى تُلامس شفتي قاعاً صَفْصَفَا
لا يُرى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا
هكذا أكونْ
أُشْعِلُ شهوةَ أضْرِحَةَ النِّساءِ
بسيوف الدَّهْشَة والإبْهار ..
بـ ثِقَابٍ من أرْق ... شاهِقٌ في الإشْعَال ..
أتَكَوْمُ كثيراً بين رفوفِ الورق
وأحتسي لُعابَاً أمْزُجهُ من رحيقِ فِتْنَةُ السماءْ
وتستلْقي تلْكَ الأُنْثى على نَزَقٍ يسير من ضجيج الورق
قد كُنْتُ أتحسسُّ شُعيّراتَ طُغْيانِ أنوثتِها قبل أن تطير
في برّزَخٍ من التوجُّعِ بيّنَهُما أحْلامُ قَلْبَينِ لا يبْغيانْ
يارِفَاقَ الروح .. قدْ قُلْتُ لكم لا تستعْجِلوا ..
فإني وخالِقِكُمْ آنَسْتُ بِكُمْ سعادةً
أسّتمْسِكُ [بـ] وَجْبةِ تَعبْ
أصنافُها ترْتَكِبُ ذاتُ نَصَبْ
فاصطفيتُ اللغةَ صلاةً وقداسةً
تبعْثرّتُ في التكْبيرةِ الأولى
وأبْتسمَ لي الْقدرُ في الثانية
وبينَ التسّليمتانِ أُهّديتُ مفاتيحَ الأملْ
فـ بُسِطَتْ بأكْمَلِها على رياضِ قلْبي
لـ تبْتَهِلَ شرايينُ الْعِشّقِ
برداء الخُزامى
وبعِشْبِ الأناقة
جعلتني أشتاقُ لنَغَماتِ بعْثَرَتُها
وأجْتاحتِ الْغيرةُ أغْصانُها
بين قلمٍ مبْتور وعِشّقٍ مفْتونْ
كـ عَاشِقٍ أخّرجَ قَلْبَهُ
لـ يعْجِبَ بهِ الْعُشّاقْ
كُنْتُ لا أمْلِكُ خيوطَ الْمِدّفأة
ولا حفيفَ فُسّتانِ الأبْجَديّة
الا بِضْعٍ من ذِكْرَيَاتٍ مُتَمَرِّدة
حتى أصبحتُ في سكْرةٍ من قِطْرة
لـ تُمْسِكَ بـ معْصَمِ الروح ذاتاً وخمرة
عبر عبقِ خَمْرها الْعُذّري
قُلتُ في نفسي والثبور يتَدثَّرُني
ياقومي ..!!
زَمِّلوني .. زَمِّلوني ..
دثِّروني .. دثِّروني
ووووو
بـ رائِحَتِها فاقْبروني
وأجْمعوا وُريّقاتي
على أطْرافِ شَهْوَتِها
ثُمَّ أغْمُروني
بـ تابوت عشّقي الأزلي
ياشهيةَ الأطْراف
قد تأجْجَتْ فِتْنةٌ في الْقلْبْ
وتكاثرتْ فِتَنُها
كـ قِطَعٍ من هَجيرِ الشِّتاءْ
وبدأ ضجيجُ الْورقِ يعجُّ بـ طُغيانها
وَلُعَابُ الورقِ ينْسِكِبُ فوقَ أكْتَاف جنونها
إحترتُ كثيراً ....
هل أبدأُ بالأولى أم أترنّحُ على أبوابِ الأُخرى
لأقْطُنُ في كهوفٍ ذاتُ جَلْجَلة
أصابَتْني لَعْنةٌ من رحمةِ سماءِ الأبْجديّاتْ
وتسابقَ الْوجَعُ على إهّدارِ دماءَ حروفي
على مِقْصلةٍ يئُزُها مطارقُ الْوجعِ أزّاً
ماذا أفْعلُ بـ قلْبٍ طُرِدتْ
روحُه من عَبقِ سماءٍ ثامِنة
وبدأَ يسّتنْشِقَ خيوط َ دُخانٍ الآهـ
وسيوفِ الإنْهاك تتصاعدُ الى شهيقِ الروح
حينها
إنْطَوِّيتُ في صوّمَعَتي
ألْعَقُ أصابِعَ الآهـ أُصّبعاً إصبعْ
وأُقَلِمَ أظَافِرَ الْقلَقِ الْمشؤمْ
لم أكْترثْ بشروقِ تلك الأُنْثى بين مفاتحُ الْكِبْرياءْ
أيّقنتُ بعدها أن أطْرَحَ فِكرةُ الإرّتِمَاءِ
وأُمْسِكَ بأُنُوثَتِها كي لا تسّلم من الإجتياح
إجْتحّتُ أشّرِعةَ مرّكَبِها
ومَزّقْتُها كُلَّ مُمَزّقْ
بأمواجِ ثورةِ الْبُرّكانِ
وحِمَمِهِ اللافِحة إسّتطَعْتْ
بدأت تتساوى أبْجدياتُ الوجعُ في داخلها
وتكْتَرِثُ بين أركانِها
كـ وشّمٍ رُسِمَ على خدّ السّماءْ
فــ حُجِبتِ الشّمْسّ
وأستدارَ الْقمرْ
وصرَخّتِ العاصفة
وأنْتَفَضتْ أمواجُ الْبحر
وسُمِعَ أزيزُ مراجيلَ الهيامْ
فـأ رتعشتْ أرضُ الْوجعْ إجْلالاً
واسّتشاطتْ من هولِ البُركان
وبدأ القمرُ يهفوا رويداً رويدا
حتى كادت الشمسُ أن تغيبَ حياءً حياء
قُلتُ للشمس صارِخاً:
بأنني يتشبْثُ في داخل أعماقي
روحٌ ثكلى شبيهةً لـ روحِ أُنثى
مع أنني رجلٌ لا يؤْمِنُ بحقيقةِ عِشْقٍ ثَكْلى
يافِتْنَةَ النَّظَرْ
حينما يكونُ الْقَمَرُ مُتَّسِقْ
أُمارِسُ سفّكَ أبْجَدِيّاتَ أُنوثتك
وأهْتِكَ بكارةَ شموخك
لأستنشِقَ نزف عبقَ عِطْرِكْ
قلتُ في نفسي
( والتقى القلبانِ على أمرٍ قدْ قُدِرْ )
فوقَ تِلالِ يومٍ نحّسٍ مُسّتَمِرْ
فقال القدر :
يا أيُّها الْمُنْهَكُ قَلْباً
و
الْمُكَبْلُ وَجَعاً ...
الذي لم يُفْطمْ من رضاعِ الألمِ دهّراً
هيّهاتَ هيّهاتْ
مرجَ القلبانِ لا يلْتقيانْ
وإن التقيا ...
التقيا بوادٍ غيرِ ذي زرّعْ ...
كانت تُريد القول :
ربِّ لا تنزعِهُ من صدري
وإبْقي بهِ في مِحّجرِ نهّديَّ
هي الأنثى الأصدقُ مشاعراً
والأطْغى بوّحاً
ولكنها رغمَ ذلك
قويةً ضعيفة في نفسِ الْوقتْ
تُمْسِكُ بتلابيبِ قلبها عاطِفةٌ جيّاشة
وعلى أطرافِ كفوف روحها
ينْتَصِبُ عَقْلُها مُتَعَجِّبَاً
حيثُ لا مَرْكَزِيَّةً يمْتَلِكْ
ومكائِدَ مَكْرُهَا ثوابتٌ لا تقْبل التغيير
في زوياها المُطْلَقَة
وَ رَحِمَ الله بنَ حَزْمٍ الأنْدَلُسي
حينما قال :
الْحُبُّ أَوْلُهُ هَزَلْ
وآخِرُهُ جِدْ ..