منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ رِسَالَة : مُوَاطِن ]!
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-31-2008, 10:20 PM   #26
جمال الشقصي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية جمال الشقصي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 343

جمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



:

إننا نعيش زمن التشابك في استيعاب طرح المفاهيم العامة حول الحياة أو في ما يخص تعبيرنا عن تأملات الفكر في وجودنا العَلِيّ، حتى أن الفهم العام لمعنى الأطروحات القومية أصبح هو فهمنا ذاته للطرح السياسي، وينسحب حال الحال على فكرة الفلسفة والوجودية حين تُفَسّر في أحايين كثيرة على أنها اتجاهات عقائدية، قد يصل الشاعر فيها لدرجة الاقتراب من مس الذات الإلهية، ناهيك عن أن قصيدةً كهذه التي بين أيدينا، كانت إلى وقت قريب تُدعى تارة بأنها القصيدة الثورية، وتدعى عند صنف آخر من أهل التلقي على أنها التي يخرج فيها الشاعر عن راية الولاء متجهاً بصوت الفكرة إلى تخوم العصيان. مهماً كان.. ثمة ما جعلهم/ وجعلنا نتشرب هذا النص دون أن تشتبك في أذهاننا المفاهيم، ودخلنا إلى فضاءاته وأرصفته آمنين، كما أننا قد خرجنا بذات الطمأنينة التي دخلنا بها إلى حرم أسواره، هذا إن كنا فعلاً قد استطعنا الخروج عن أسوار مدينة خالد المبهجة.
فما السر الذي يجعل من نص خالد صالح الحربي نصاً معفياً من تهمة المزاوجة في الفهم، وينجي صاحبه من شباك الخلط الرهيب الذي يطوق رأس التلقي العام، ليصل هذا النص بخالد صالح الحربي إلى بر الأمان، ومرفأ التحقق؟
:

انثيال
قصيدة الرمز دخلت إلى عالم الطرح الشعبي في زمن التقلبات السياسية التي كانت ومازالت تحيط بجدران المجتمع، وظهرت نتاج هذا التقلب أسماءً غارقة في الرمز حين استشعرت مخاوفها المجتمعاتية على الإنسان العام، وتشبثت أصواتها بهم المواطن الذي نشعر في أغلب الوقت أنه غير قادر على الحلم بالرغيف، حتى جاءت قصيدة الرمز محاولة الوصول بهذا الفرد المصلوب في مجتمعه، وتحدثت عن خبزه وجراحاته وآلامه التي أصبحت أشبه بآلام المسيح. إلا أن مسألة اتضاح فكرة الطرح في هذا الصنف من الشعر (أي النص الرمزي) تظل ذات ملامح غامضة، وتحمل دلالاتها الشائكة، نظراً للمحاذير والخطوط الحمر الكثيرة داخل عرف المجتمع وسلطته.
:
حتى جاء زمن الكشف وهكذا تحلو لي تسميته، جاء وقت نفوذ صوت الشاعر الذي تعرّى بصورة شبه كلية عن عباءة الرمز، والتصق بالهم الإنساني دون مبالاةٍ منه بما قد لا يحمد عقباه، وأقصد بالعاقبة الوخيمة تلك التي ذكرتها سابقاً، وهي مسألة التلقي الخاطئ للفكرة الموجعة، حيث ظهرت أمثلة هؤلاء الشعراء متجلية من خلال عدة نماذج شعرية كالتي يقودها: عبدالمجيد الزهراني، عبدالله عطية الزهراني، خالد الردادي، وهنا خالد صالح الحربي، وهي أمثلة لا للحصر.
:
أما في (جعّة) خالد.. تتقافز تلك الـ(ميم) التي يممت تعاسة أهل الرصيف بماء الفضيلة، وغسلت مـ(واجع) الدراويش بالصبر الجليل، ومـ(كنت) أزقة الغلابة من امتلاك سقفٍ صامد يقيهم شرّ البرد والعواصيف.
في هذا النص (جمعة) يمكنك التحكم بجيمها فتحاً، وضما. فهي في كل الأحوال ذات خاتمة مباركة، تطوف بك التفاصيل الصغيرة من بادئ الخبز حتى خاتمة جمر الاسفلت الذي التهى زمناً بشيّ أخمص أقدامنا الحافية.
:
في هذا النص.. يبرهن ليَ خالد صالح الحربي على أن فكرة الشارع، بحاجة لشاعر فقط، وليست هذه الفكرة منوطة بالتأملات الرمزية، والسفر العسير، ذلك السفر الذي لن يأتي لنا بنتيجة أخرى.. سوى آلام الرقبة، وتسبب انزلاق غضاريف عمودنا الفكري!
.

 

التوقيع


البدر


(هذا الزمان أصمخ.. ما يسمع شيوخه)..!


التعديل الأخير تم بواسطة جمال الشقصي ; 10-31-2008 الساعة 10:58 PM.

جمال الشقصي غير متصل