
لا زلتُ أخبِئكَ في صدري ,
أنا ذلكَ البيتُ العتيقُ الّذي لا زالَ في ذاكرتك , أنا توحّدكَ و انفصامكَ و التقاؤكَ بكَ في لحظةِ هروبٍ و قلق !
أنا أمنيتُكَ الصّغيرة , و أشياؤكَ المُخبّأةُ و المعروضةُ للموتِ نسياناً ,
أنا ما بقي لكَ من طفولتِكَ و مراهقةِ يديكَ و تعبِ صوتِكَ و كهولةِ الفرحِ في مفاصلك .
أنا غابةُ التّفاصيلِ الدّافئةِ على صدرك , مهدُ أحلامِكَ المُستبعدة , و آخرُ رغباتِكَ و أطفالك !
تأتيني و اللّيلُ يرتِجفُ على بابِ البردِ بينَ دفّتي قلبكَ , و الماءُ يتساقطُ على شَفةِ الغيابِ و الأصواتِ الهاربة , و الأيائلُ الشّاردةُ في عينيكَ ترسمُ ظلّاً عابثاً لشمسِ فرحكَ , ثمَّ تعدو خلفَ ضجيجِ الوقتِ و تترككَ لبردِ الثواني القاتلة ,
فأحتضنكَ و انا أعلمُ أنَّ بردَكَ نعمةُ المساءاتِ على صدري و أنَّ ارتعاشَةَ أوصالكَ ستُعيدُ لقلبيَ نبضهُ الشّارد و لأنفاسيَ رتمها المفقود !
لكنّ اللّيلَ أكبرُ من أصواتِنا , و عُنقَ الأيّامِ يتطاولُ مُعلِناً رفضَهُ لحصارِ نوافِذِ أحلامِنا الصّغيرة ,
و أنا أكونُ تارةً شجرتَكَ و أُخرى خطيئتَكَ المعقودةَ برفرفةِ جناحيكَ خارجَ العُشّ ,
و عصفور !