[مؤيد الغريبي]

يقول الفيلسوف الألماني " فريدرك نتشه "
( إن الإنسان أعظم المخلوقات شعوراً بالألم لذلك إخترع الضحك ) .

كل إنسان منّا لابد أن يكون تعرض للحزن بصورة أو بأخرى .. ولكن كم واحد منّا إستطاع أن يتخلص من حزنه وعاد لحياته .. وكم منّا توقفت به الحياة عند ذلك الحزن .

كلنا يعلم أن الحزن أفقد نبي الله يعقوب بصره .. حيث يقول تعالى : (( وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم )) [ يوسف - 84 ]

وتقول الشاعره " ليلى العفيفه "

تربع الحزن في قلبي فذبت كمـا
................... ذاب الرصاص إذا أصلى بنيـران

الحزن : هو ألم نفسي يحدث عند فقد المحبوبات وفوت المطلوبات .

ولأجل تحقيق السعادة لأنفسنا علينا أن نسلك طريق قناعتنا بما بين أيدينا وماهو متاح لنا .. ولا نتحسر على ما فاتنا .. ويجب علينا ألا نرهق عقولنا ونفوسنا بالتفكير بما فات من أمرنا .. حتى نجد الشفاء لنفوسنا .

( الحزن وضع لا طبع )
كم هي جميله هذه النظره .. لأن هناك أناس يعتقدون أنهم خلقوا للحزن وللحزن يعيشون .. أو كأن الحزن مخلوق يقتات بهم .

قيل لـ " سقراط " : ( ما بالك لا تحزن ؟ فقال : لأني لا أقتني ما إذا فقدته حزنت عليه ) .

قال تعالى : (( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )) [ البقرة - 155 ]

ومن حزن على ميت أقول له : إن الموت ليس بمأساة لأنه حادث لا محاله .
قال تعالى : (( كل من عليها فان )) [ الرحمن - 26 ]

وكثرة الاحزان نعمه .. لأنها تنسينا مصائبنا السابقة لها .. وتجعل أنفسنا متعودة عليها .

وأختم الرساله بحديث نبينا صلى الله عليه وسلم في حديث لأبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة رضي الله عنهما: ( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشكوة يشاكها إلا كفر بها خطاياه ) - متفق عليه -

" الختام "


تحيه وإحترام ,,