ميار الأنثى التي طرقت أبواب كل موظفي وأساتذة جامعتها لـ تبحث عن قلب رجل صادق يسمعها أولاً ثم يساعدها .. ميار الأنثى التي بحثت في كل الأماكن التي تعرفها والتي لا تريد أن تعرفها عن حضن ٍ دافئ ربما سيعوضها عن ما فقدته من أنوثتها في الأيام الكثيرة الماضية.. ما زلت أتذكر ذلك اليوم الذي قادتني فيه الأقدار لمعرفتها .. كنت أستغرب شخصيتها الهزلية وأحاديثها الساخرة والساخطة على كل أفعال مجتمعنا المحافظ .. ميار كانت تحب التغيير لدرجة أنها حاولت المضي للبحث عن مذهب آخر تعتنقه ولم تُكمل المسير.. لان اهتماماتها بدأت تتغير خاصة بعد كل ما حدث لها في السنة الماضية .. ونست الأمر وكل الملامح التي ارتبطت به .. في أحد الليالي التي كُنا نجتمع فيها للدراسة.. كُنا ننتظم على ما يشير له الجدول الذي أعددناه سوياً ولكنها كانت كثيراً ما تتركني وتمضي في البدء بـ "حوارات مسنجرية " مع شيوخ دين وعلماء فقه من لبنان والجزائر والصومال .. الغريب أن كل أولئك الشيوخ الذين صدقتهم بزعمها كانوا لا يتواجدون إلا في فترات متأخرة من الليل بتوقيتهم .. نستسخف هذا الأمر أنا وسلمى ... نضحك عليها .. لأنها تَضيع وقتها مع أناسٍ لا يعرفون إلا الكذب.. كانت تغضب علينا وتخلق الأعذار لهم.. حتى امتلئ سطح مكتب جهازها بـ صور أبناء الشيخ محمد وصور الشيخ عثمان ..