عَبَثْ :
ليس هناكَ رحىً في أعماقِ البحرِ تمنحهُ طهارةَ الملح , ما البحرُ إلّا دموعُ شوقٍ بحجمِ ماءِ العالمِ بأكمله , تماماً كما ليسَ هُناكَ شيطانٌ صغيرٌ يوسوسُ للحبِّ بالغياب , فما الغيابُ إلّا لحظةَ انفصال كفِّ الطّفولةِ عن مشاعرنا .
/
أتؤمنُ الآنَ انّني أشتاقك و أحذّرُ غيابَكَ من قتلِ قلبي بجرعةٍ زائدةٍ من جرح ؟
/
كلُّ حروبِ العالمِ في صدري ولا هدنةَ في الأفق , و يأتي صوتُكَ يكمّمُ أفواهَ اليُتمِ في قلبي و يبعثُ في رئتيَّ رائحةَ القرنفلِ و حبّاتِ الكرزِ و التين , فأرفعُ وحدي رايةَ الحبِّ البيضاء و أسلّمكَ صوتي الذّاوي كظلِّ شمعةِ الملجأِ الحزينة .
/
شيءٌ ما يتفتّحُ على أجنحتي , أتراهُ حُبُّكَ , أم أصابعُ يدكَ إذ تمنحني حريّةَ الأغصانِ و خُضرةَ الفرح و تعزفُ على كتفيَّ أنشودةَ العناقِ و الدّفء ؟
/
أنا لا أجيدُ الكتابة , أحاولُ أن أجيدَ الكتابةَ إليكَ فقط !
/
أيحدثُ أن تنبضَ الذّاكرةُ ؟
/
في صندوقِ بريدي ريشةُ عصفور , أتراكَ كبّلتَ أجنحتَهُ بعدَ ان أهديتَهُ دمعةَ شوقٍ لوريدي ؟
/
أحبّكَ كدمعةٍ حزينةٍ وحيدةٍ هاربةٍ من منديلِ الشّتاءِ العنيد المُكابر !
http://moroccan.salmiya.net/songs/saber/ram/saber3.ram