عبدالله الدوسري
جميل جداً فاعلية الموضوع وآنيّته وواقعيّته.
إليك وجهة نظري :
قيل قديماً "إن لم يكن لك خطّة فاعلم أنّك من خطط الآخرين" .
لذلك لابد أن نعمل فقط نعمل ، دائماً ما أردد علينا أن نستفيد من ذكاء الإتحاد الأوروبي ، فكل دولة تعمل على حده وبسياساتها وقواها وتوجهاتها وبالنهاية هناك خط عريض وهدف كبير الجميع سوياً ماضين نحوه .
إضافة إلى ذلك فالوقت مناسب للعمل ، فما نراه اليوم من التخبّط الواضح والجلي للقوّة العظمى يجعل أمامنا الخيارات العديدة لتنويع التوجهات الإقتصادية ، وأكبر دلائل التخبّط هو خطّة (وول ستريت) ، ففي بلدي مثلاً لي حديث مطوّل بطريقة التعامل مع السوق ولكن أعتقد أنه ليس وقته الآن هنا في متصفّحك الجميل .
ومن جهةٍ أخرى عندما يكون المقنن هو المستفيد ، فمن الطبيعي أن يضع القانون والخطط دوماً في الكفّة التي يريد أن توصله إلى فائدته فقط ، حقيقةً وفي اعتقادي أنه من سلبيات وخطورة العولمة الإقتصادية وانفتاح الاسواق المالية العالمية أقول من السلبيات هو أن أيّ أمر يحدث في أيّ بقعة من العالم بشكل خاطئ يؤثر بالتالي على جميع السياسات الاقتصادية في الدول ، وينتج عنه أضرار أعظم منه بمراحل ، وعليه لابد لأي دولة تريد الاستقرار والوضوح في مسيرة اقتصادها أن تحدد كيفية دخولها في دوّامة العولمة الإقتصادية ، ولكن للأسف هذا التحديد يرتكز على مستوى هذه الدولة الإقتصادي قوةً وضعفاً وأقصد هنا مستوى إنتاجها بنوعيه إنتاج صناعي بدايةً من صناعة الطائرة إنتهاءً بصناعة كوب القهوة 
، وإنتاج موارد طبيعية خام تستفيد منها دول أخرى ومثالها الأكبر النفط .
كما أنَّ الخطورة التي جاءت بها العولمة ، والقائمة على تذويب الفوارق الثقافية ، وهدم الحواجز الاجتماعية ، ومحاولة إزالة الحدود الجغرافية ، وذلك لتسهيل مرور المعلومات وإشاعة أنماط السلوكيات الغربية ، فبالتالي الوصول إلى الهدف الذي تسعى له العولمة ، وهو زيادة معدَّلات التشابه بين سائر المجتمعات ، وذلك من خلال توحيد الرغبات والتطلعات وطرق النظر إلى الذات والآخر ، ومن خلال توحيد الأذواق والعادات الاستهلاكية ، إن الذي يقود تلك العملية هو الطرف الأقوى في معادلة العولمة ، ولذلك فإن مبادئه هي التي ستسود ، وبما أن العولمة لا تسير في طريق واحد بل تنطلق في كل اتجاه متخطية كل الحواجز ، فإن أثرها يعم جميع النواحي الدينية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، والسياسية ، وينتج عن ذلك عولمة سياسية واقتصادية واجتماعية وتوجيه للأفكار والثقافات .
وخطورة أخرى تجلبها العولمة هي أن الأمم النامية أو متوسطة التنمية هي التي تُذاب أو تذوب حين تخترقها العولمة ، وحينها تمضي قافلة العولمة الاقتصادية تنهب الطريق لمزيد من الضغط الاقتصادي على الدول الفقيرة .
بطبيعة الحال ... إنّ العولمة التي أقصدها هنا: أيّ دولة قويّة لها نسبة من فائدة المحصول العالمي وبالمقدمة طبعاَ الولايات المتحدة الأمريكية .
أمّا مسألة الحديث عن الحصار وفلسطين هذه النقطة تحديداً لا تريد حديث حقاً لا تريد حديث وأعطيك مثل ، عندما تتألّم من يد اليمنى مثلاً فما العمل الذي ستقوم به ..؟ هل ستشتكي وتجلس على أريكة وتقول آآآه ماذا عساي فاعل بيدي أم أنّك ستحضّر نفسك وتذهب إلى الطيبيب مباشرةً ..؟
حسناً الجواب الصحيح جميعنا يعرفه ولذا فلسطين تحديداً وأولاً ومن ثمّ تبعاتها تريد كذلك الفعل فقط .
شكراً جزيلاً وهي وجهة نظري التي لا تتعدى على الآخرين مع العلم أن قد تردّ أو تقبل.