قال: كنت أتساءل في نفسي: هل سيكون غموضي مؤلماً لها ؟.
فكان غموضك هو المؤلم لي ! .
قالت: أنا لست غامضة ، ولا أجيد لعبة الغموض مثلك ، أنا فقط حذرة
قال بتعجب: حذرة !، لما أنتِ حذره !، وممن ؟!!
قالت: أنا حذرة منك، حذرة من عالمك . إن كل ما فيك يجذبني بدهشة نحوك !.
قال: وهل أنا شديد الغموض ؟
قالت: أنت كالبحر ، لا أعرف عنه إلا عمومياته لونه وطعمه ، أما ما خلفه فلا أعرفه .
قال: هذا كله لا يستدعي أن يسكنك تجاهي رهبة وحذر ، نعم . . أنا يغمرني الجنون من
رأسي إلى أصابع قدمي ، ذلك الجنون ذو الوجهة الطاغية بالإنسانية والتفرّد والعطاء وكره
المألوف المعتاد .
قالت: هل أعترف لك بشيء ؟