ذات صباح .. حمل الكثير منك إلي ..
ونبض قلبي بـ عنف شوقا لك ..
استيقظتُ مبكّرا .. ربما لأنّني كنتُ على موعدٍ مع ذاكرة قلبي .. وعهد جديد مع هذا الجديد (:
على شُرفة عالية جدا .. وأصواتُ ضجيج العالم تكاد تصل بـ خفّة لي
سرب طيور مُهاجرة تلتقطه عدسة عيني ..
تُرى .. أتفقد الطيور حين تُهاجر بعضا من أفرادها .. !
ألا تحنّ لـ مكان ألفته .. وعاشت فيه
هو الحنين .. الذي يجعلنا نتهاوى تعبا و وجعا بعد أزمة شوق مستمرّة
بـ جديّة أكثر من كلّ مرة .. أُبحر فيها بـ حزن على شواطئ حبّك
أخذتُ دفتري الرمادي ..
وفتحتُ آخر صفحة فيه .. رغم أن البياض كان أغلب الصّفحات
وكتبت ..
{..
أعتــرف ..
أنّني أحبتك .. كما لم أحبّ أحدا من قبل ..
فـ معك شعرتُ بـ كلّ تلك المشاعر المختلفة : فرح / حب / حزن / أمل
تعلّمت أبجديات الحب .. ومارستُ الفرح بـ تفاصيله الملّونة .. و خطوتُ بـ خفّة على أسلاك الحزن الشائكة ..
آمنتُ معك بـ أن وجود الحلم وحده كفيل بـ إسعادنا حتى لو لم نصل له ..
كنتَ كـ سراب .. كـ مستحيل .. كـ بعيد جدا جدا
تماما .. كـ حبّي لك
لأنّني أدركتُ ذلك .. كان يجب عليّ حينها أن أتخذ قراري الأحمق بـ الابتعاد
ربّما غضبتَ منّي .. أو شككت ذات لحظة بـ عظم حبّي لك
ربما .. جاءتك فكرة سوداء بـ أنّني سـ أنسى حبّاً عشته معك
لكن الحقيقة .. وبعد مُضي هذا الوقت
مازلتُ أفقد القدرة على طرد طيفك من جدار قلبي .. و ثنايا ذاكرتي الممتلئة بك
ساعدني - كما كنتَ تفعل دوما - ..
كيف أمسح بقاياك العالقة بي .. تلك التي تُعذّبني وتُتعسني وتُشعرني بـ فقدك كثيرا ..
:
أحبّك يا أول حبّ بعثرني
أحبك .. أحبك
من ذكرياتي .. وداعـــاً
..}
أغلقتُ الدفتر .. وشعرت بـ أنّني أطوي ذكرياتٍ كثيرة كانت معك / بك
شعرت بـ مشاعر غريبة .. بـ اضطراب حقيقي
شعرتُ بـ أنّني على أعتاب حبّ مستقبلي دائم – بإذن الله –
كان يحتملني هذه الفترة .. بـ عنادي وكبريائي وحزني العميق
كان يحاول كثــيرا إسعادي .. والابتعاد عن مواجهتي حين يشعر أنّني بحاجة لـ نفسي وذاكرتي فقط
كان فعلا يُدرك .. أن بعض الحزن يحتاج وحدة وخلوة
في حين أن بعض الحزن الآخر يحتاج لـ مشاركة ولو كانت هادئة جدا
فـ كثيرا ماكان يجلس بـ جواري صامتا حتى أكاد لا اشعر به لـ ضوضاء ذاكرتي ومشاعري وحزني
ويتأمل أفق عينيّ .. لـ يُشاركني ذات الصورة
يُبحر في ملامح وجهي .. تلك التي تحمل الكثير من الألم والشوق والحزن
يتمنّى لو استطاع إزالة كلّ السحب الداكنة عن سماء حياتي .. فـ يشعر بـعجزٍ لأنّني كنتُ صامتة معظم الوقت عن الحديث عن مشاعري / حزني ..
ذات لحظة شوق غلبتني .. بكيتُ بحرقة وكان بجانبي يُساندني .. يُمسك بيدي بـ رفق وكأنه يهمس بـ رسالة صامته ( أنا بقربك ) .. لم يحاول تهدئتي بل جعلني أبكي كثيرا وهو يحاول لملمة مايُبعثره البكاء من خصلات شعري .. وقطرات دموعي ..
حين هدأتُ .. ذهب هو بعيدا وكأنه يُهديني بعضا من وقت أُفهم فيه ماحدث .. ويُزيل عنّي حرج الموقف . كنتُ ممتنّة له بحجم السمــاء
كلّ تلك الأفكار كانت تعبث بعقلي ..
رأيته قادم من بعيد .. يحمل في يديه كوب قهوة تتصاعد أبخرته فتكاد تُخفي ملامح الابتسامة الخفيفة
شعرتُ به قادم إليّ .. يحمل الحب متوّجا بـ الأمل و السعادة
ابتسمتُ بـ رقّة .. لأول مرة أشعر أنّني أهديته الفرح بـ بساطة ..
فـ ابتسامة منّي تعني القبول .. وبدء المسير بـ هناء
وتمتمتُ لـ داخلي ..
سـ أبدأ من جديد مع هذا الجديد (:
انتهت