.
.
.

[......]
* صورة الدّم أعلاه
لاتنتمي لـ غزّة
لم نبكي غزّة
كما يجب
ربّما لأنّ بداخل
كلٍ منّا غزّة
فتّشوا في جيوب
الصامتين ستجدوا
جراحاً أعمق من غزّة
فتشوا في قلوب
الصامتات ستجدوا
نزيفاً أبشع من غزّة
جرح غزّة إعلامي/هلامي
سيتلاشى ونعود نقرع
نخب الهدنة على
جثث الضحايا
ستغلي أدمغتنا
مرةّ أخرى
على فوهة
غليون الساسّة
نرقص وتحت قدمينا:
"ندهكُ" قصصاً
وجراحاً أدهى وأمرّ
فتّشوا عن أنثى
ترتدي ثوب غزّة
وفتشّوا عن رجل
بجلباب هنيّة
أيهما خان الآخر
أيهما باع الصكّ
أيهما أزهق الحب
ثم بكى واستبكى
فتّشوا في وجوه
الرجال المغتربين
ستجدوا مجازر
أنثوية الرائحة
فتّشوا في عمر
يضيع لـ نسيان
قصة حب فاضحة
فتّشوا في ألسن
تحيك محاكمة بلا
متهم ولا قضيّة
فتّشوا في ثنايا
الحصير و"صوفا" الحرير
ستلمسوا طبقيّة
أقدم من غزّة
فتّشوا في عيون
المعاقين ستشاهدوا
طفولة مقصوصة الجناح
فتّشوا في بيت الطين
ستطفو جثة مراهقة
اغتيلت بتهمة شرف
برخص التراب
لم نبكي غزّة
كما يجب
كيف نبكي
وأجسادنا
منذ الطفولة
ممزقة كـ غزّة
وأفكارنا
حين البلوغ
مغتصبة كـ غزّة
وحياتنا حين
الرحيل والوصول
تائهة كـ عيون غزّة
وفي كلّ منا غزّة
نائمة ويقظة
تعصر زهرات العمر
تقرض وريقات الجوف
لنعيش أجساداً نخرة
دمى في يد أراجوز
إن بكى الناس بكينا
وإن ضحكوا ضحكنا
ولا ندري هل سقطت
دموعنا على أشلاء "غزة"
أم على ما بداخلنا
من جراح وخيبات
أكبر من "غزّة"..!
،
[..رسالة من تحت الدماء..]
بكيتكِ أكثر من "غزّة"..!
[..خاتمة..]
اللحظة الوحيدة التي
قد يُسمَع بها العربي
حين يقف العالم
لحظة صمت حداداً
على مأساة لا تخصّه..!
.....
