[بدر الحربي]

.
.
.




[..أفكار ميّتة..]

ابتسامة الشفاه
وحدها لاتعني السعادة
إن لم ترافقها
ابتسامة عينين
وأنت غارقٌ في
الحزن عشرين مرّة
تغتالك كوابيس
الموت والحياة
تفزع من الموت صغيراً
قبل أن تتذوق حلماً
واحداً من أحلام
كثيرة مؤجلة بل معطلة
وتفزع من العيش طويلاً
حتى لا تتجرع حسرة
فقد المقربين
ومرارة التهام الثرى لهم
وعيناك يختبئان خلف
عدساتٍ سوداء
ظاهرها يعكس وجوهاً
متعاطفة وشامتة
وباطنها يخبيء
دموعاً ساخنة وتائهة
وأنت في كل
هذه المعمعة
تتذكر قارئة الكف
ونصيحتها لك
بأن تبتعد عن النساء
مفرطات الجمال
حادّات النظرات
ففي عيونهن
مقبرة أيامك
ومع ذلك عشقت
وأحببت ونسيت
الوصيّة والخوف
وماتت كوابيسك اللعينة
بضع سنوات
حتى أفاقت من جديد
لتستبيح هدنة أيامك
وتعود مختزلاً
بين الحياة والموت
تفتش في ثنايا وسادتك
عن مستعمرات غبيّة
قرأت عنها ذات مرّة
تفتش في ملامح النور
عن ذرات غبار
تترك أنوف العالم
وتتسلّل إلى
أنفك وحدك
تحمل معها شيئاً من
تربة المقابر وبقايا رماد
أيام العمر المدفون
تهرب من كلّ
هذه التفاصيل
ترتدي غطاء
أنفٍ معقم
تغلف الوسادة
بملاءة طبيّة
تستنزف
وقتك ومالك
للهروب من
مستعمرات فكرّية
ولدت بعد
ميلادك بسنوات
ليس لك ذنب فيها
همْ من هيّأ لها
المكان الرطب
وقرأ عليها تعاويذ
النار والمطر
لتتكاثر في تجاويف
قلبك وعقلك
واليوم..
تتسرب العدوى
لكل التفاصيل الصغيرة
ذلك المصعد الذي ضمّ
ثلاثة أجساد ذات ليلة
امتلأ جوفه بغبار الأحذية
وذلك الركن المهجور
في مطعمٍ صيني
ينهش طاولته وكرسيه
نملُ غيابٍ أبيض
ماتت على يديه
ماتبقى من همساتنا
وبقيت قصيدة منقوشة:
طريقنا واحد..
امشيه.. معي ..
أحباب.. كانك تبين ..
أصحاب.. اللي تبين ..
يكفي متى.. ما توصلين
تتذكرين..
إنك حزينه.. وأنا حزين..
* بدر بن عبدالمحسن


.....