منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ما تبقى من أوراق محمد الوطبان
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2009, 12:14 PM   #31
خالد صالح الحربي

شاعر و كاتب

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

الصورة الرمزية خالد صالح الحربي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 69322

خالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعة

Post



.
.

في ذلك المساء ، الذي رأيت فيه " فارس سعيد " لأول مرة ، لم يكن معي سوى " حنان " . كانت مشغولة بالحديث عبر جهاز الموبايل مع صديقها ، وكنت أنا مشغولة بتدخين " المعسل " ومشغولة أكثر بمتابعة ذلك الشاب الغامض .
أما هو ، فلقد كان مشغولا بمجموعة من الأوراق أمامه . والقلم بيده اليمنى . أحيانا ً كأنه يقرأها .. وأحيانا يكتب .. وتمر لحظات طويلة كأنه يفكر بشيء ما .. وكثيرا ً ما يضع يده اليسرى على جبينه .. وأحيانا ً يمررها على أنفه وفمه .
يخيّل لي أحيانا ً أنه كان يشعر بأنني أراقبه ، وأنني أنتظر التفاتة منه .
" هذا الشاب مغرور وشايف حاله "!
قلتُ لنفسي .. لكنني لاحظت أمراً غريباً دفع عنه تهمة الغرور دون أن يدري . فكلما انفتح باب المقهى الخارجي نظر إليه بسرعة.. كأنه ينتظر أحدا ً ما أو كأنه لا يريد أن يرى أحداً ما. وكانت الأصوات المفاجئة تستلفت نظره بسرعة ، فهو يجفل من صرير الكرسي عند سحبه ، وينظر بسرعة إلى اتجاه الصوت .
أغنية لـ " فيروز " ناعمة وهامسة كانت تزرع الهدوء في أرجاء المقهى ، كان يبدو منسجماً معها .
قلت لنفسي : أجزم أن مزاجنا متقارب !
أنظر إلى شكله الخارجي : ملابس رياضية بسيطة ، ولكنها لا تخلو من أناقة . يغطي رأسه بكاب رياضي . يرتدي نظارة شمسية سوداء .. رغم أن الإضاءة في المقهى خافتة !.. يحلق لحيته وشاربه . وكل هذه الأشياء فيه أراها متناقضة مع ملامح وجهه البدوي الأسمر .
وجهه البدوي ذكرني بذلك الشاب البدوي الذي التقيت به في سهرة في إحدى استراحات الرياض الفخمة . كنت مدعوة لزفاف ملكي هناك ، في وسط السهرة أتاني اتصال على هاتفي المحمول من مجموعة أصدقاء يدعونني لسهرة أكثر مرحا ً وحرية .
في " الاستراحة " ووسط الضحك والفرفشة والرقص والغناء ، فعل الشراب فعلته برأس البدوي ، ورفع صوته الرخيم غناءً بإحدى قصائد " بندر بن سرور " والتي أحفظها جيدا ً .. اقتربت منه .. طلبت منه أن يغني قصيدة أخرى لابن سرور . صرنا أنا وهو نردد قصائد بندر بن سرور ، وبقية الشلة يرقصون على أغنية " لنا الله " لمحمد عبده .
في السادسة صباحا ً – وأمام الجميع – سحبت البدوي إلى غرفة جانبية في الاستراحة الكبيرة ، ودخلنا .. ومنحته كل ما يشتهيه .
لم يكن أجملهم أو أكثرهم وسامة ، ولكن .. أردت أن أقول له ، وعلى طريقتي : " شكرا ً" .. لأنه يحفظ قصائد ابن سرور ، وأردت أن أقول لكل الرجال الموجودين : تبا ً لكم .. لأنكم لا تحفظون سوى أغاني محمد عبده !

ـ هيييه !.. أين ذهبت ؟
كان صوت " حنان " .. قلت لها : لا .. أبدا ً .. أنا هنا .
سألتها : أنهيت مكالمتك مع حبيب القلب ؟
ضحكت ، وقالت : من زمااااان !
قلت : نخرج ؟
قالت : هيّا ..
قلت لها : لحظة ..
وأخرجت من حقيبتي ورقة صغيرة وقلم ، وكتبت ...
ووسط ذهول " حنان " حملت الورقة ، وقمت من مكاني ، واتجهت صوب طاولة " الشاب الغامض " .. وقفت أمامه تماماً.. ووضعت الورقة الصغيرة على طاولته
قلت : " مبروك .. لقد فزت بأكبر جائزة يانصيب في الكون " !!
لم تكن مفاجأته وارتباكه أكبر من ارتباك صديقتي .
تركته بارتباكه ، والتفتّ لـ " حنان " أشرتُ لها برأسي : هيّا .
خرجنا ، ونظرات " الغامض " وكل من في المقهى تشيّعنا .
لم تقُل حنان شيئاً سوى كلمة واحدة :
" مجنونة " !!

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خالد صالح الحربي غير متصل   رد مع اقتباس