::: الصفحة الثانية :::
رجعنا إلى الرياض بعد هذه المهمة المستحيلة والرحلة الاستكشافية .... حين وصلنا للمنزل بدأنا نروي مغامراتنا في الرحلة ومواقفنا المضحكة والمحرجة على الأهل .... كنت قد أخذت من المستخدمة منيرة رقم هاتف أبو عبده وهو صاحب سيارة الفان الذي ينقل المدرسات من الرياض إلى الخروعية ... أتصلنا عليه وأخبرناه برغبتنا الانضمام إلى قافلته اليومية والمنطلقة إلى الخروعية ... وافق فورا واتفق مع أخي على معرفة عنوان المنزل ... نمنا ذلك اليوم متأخرين نظرا لأنه كان مليء بالأعمال والترتيبات لبدئ العام الدراسي .... صحيت متأخرة واستعديت بسرعة فسمعت رنين الجوال وإذا به أبو عبده يطلب مني النزول بسرعة لأنه يقف عند الباب ... أسرعت وحملت حقيبتي وجهازي الجوال وملفاتي وتوجهت للسيارة ... كانت أمي تشاهدني وأنا أنزل مسرعة من السلم وتقول : في أمان الله يا ابنتي اتصلي على حين تصلين المدرسة ... قلت لها : إن شاء الله سأفعل ... مع السلامة يا حبيبتي ... ركبت السيارة ولأول مرة شعرت بأني مقبلة على عالم جديد ومرحلة أكون فيها مسئولة عن نفسي !! نعم فلم أسافر في حياتي بدون أهلي .... بل أحسست أنني كلفت بمهمة شاقة وفي ظروف صعبة مليئة بالمغامرات .... ألقيت بالتحية على الجميع ... كنا عبارة عن ست معلمات تقريبا ... رد بعضهن السلام والأخريات مستلقيات على المقاعد ويغطن في سبات عميق ... بدأنا الرحلة ... كان بعضهن قديم التعيين منذ تقريبا خمس سنوات والبعض الآخر سنتين ... بدأت كل واحدة منا تتكلم عن نفسها والمادة التي تدرسها .... دردشنا قليلا ثم استسلمنا للنوم .... لم نشعر إلا والسائق يقول وصلنا يا معلمات المدرسة ....
وصلنا المدرسة فكانت طوابير الصباح قد بدأت في السير فأخذنا نضع أغراضنا ونستعد بسرعة ونحمل كتبنا ونتوجه للفصول ... كان عندي حصة أولى في الصف الثاني متوسط ... كان المبنى عبارة عن فيلا طابقين وشبه جديدة و يحتوى على جميع المراحل الثلاثة من الابتدائي حتى الثانوي ... صعدت إلى الطابق الثاني وسرت في الممرات ابحث عن لوحة ترشد للصف الثاني ... كان عدد البنات محدود جدا سمعت صوت همسات الطالبات فقد كنت المعلمة الوحيدة الجديدة بالمدرسة .... يا ترى ماذا تدرس تلك المعلمة ؟ ... يبدو أنها شديدة ؟ ... ما اسمها يا ترى ؟... كل هذه التساؤلات كنت اسمعها في همسات الطالبات وأشاهدها في عيونهن ....
دخلت الصف وألقيت التحية فلم أجد سوى تسع طالبات ؟؟!! فقط في فصل صغير أحسسته قاعة كبيرة نظرا لقلة عدد الطالبات ... بدأت التعارف بيني وبينهن ثم ألقيت مقدمة للمنهج بشكل مبسط ... اتفقنا على بعض الترتيبات بيننا .... انتهت الحصة وخرجت بسرعة أبحث عن الصف الثالث متوسط فلدي حصة ثانية عنده .... دخلت فوجدت العدد أكثر قليلا والفصل أكبر بكثير ... ألقيت السلام ثم بدأت الدرس ... كانت الطالبات متحمسات جدا في الدرس رغم أنني جديدة فلقد أحسست بحماسهن للتعلم والفائدة ... فجأة أحسست بنسمات هواء تملئ المكان فقد كان المكيف معطل والنافذة مفتوحة ولكن الأجواء لم تكن باردة ولا حارة حيث كان الجو لطيفا ... أثناء الشرح والاندماج كنت أختلس النظر لا شعوريا للنافذة ... فشاهدت قطيع من الجمال تسير وأنا منفعلة في الشرح كدت أستلقي من الضحك ... لا أدري لماذا لم أتخيل أنه يوم يحدث لي شي طريفا كهذا ... الموقف في قمة الجدية والحماس وفي فترة الدرس أشاهد الجمال تسير بمشهد لن أنساه ... طبعا الفتيات لا يشاهدن ما أشاهد والضحكة أبت إلا أن تخرج مدوية ... فاستغليت الموقف وأتيت بأقرب موقف طريف في الحصة وضحكنا عليه جميعا ... ضحكت من قلبي ثم رن جرس الحصة وخرجت بسرعة إلى غرفة المعلمات ...
يتبــــــــــــــــع في وقـــــــت لاحــــــــــق