تقرير الجرّاح فالكونبريدج عن تجربته على سفينة عبيد خلال عاصفة استمرّت عدّة أيّام منعت خروج الأسرى إلى السطح للتنفّس
{ رياحٌ قويّة ترافقها أمطار,أرغمتنا على إغلاق كواتنا,وحتّى شبابيك التهوية,فسرى الزحار والحمّى بين الزنوج,وبينما كانوا في هذه اللحظة البائسة كنت أنزل أغلب الأوقات إليهم,كما تقتضي مهنتي لكن الحرارة في عنابرهم أصبحت لاتحتمل,حيث لم يعد ممكنا أن ابقى إلا لبضع دقائق,لكن هذه هذه الحرارة المفرطة لم تكن الشيء الوحيد الذي يجعل وضعهم مريعا,فأرضيّة عنبرهم الخشبيّة كانت مغطّاة بالروائح الكريهة والدم,نتيجة للزحار الذي أصابهم إلى حدٍّ يتخيّل الداخل إليه نفسه في مذبحة!,ولايمكن للعقل البشريّ تخيّل لوحة أكثر بشاعة وإثارة للتقزّز من الحالة التي كان فيها هؤلاء البؤساء عندئذٍ,وقد فقد الكثير من العبيد وعيهم فحملوا إلى الجسر الأعلى حيث مات عددٌ منهم ووجدت صعوبة كبيرة في إعادة الآخرين ومن حسن طالعي أنّني لم أكن في عداد الموتى}