لكي تمضي في سفر بتاريخ سقط سهواً يجب أن تستعد لكل الإحتمالات ..
ماذا يمكن أن يحدث وأنت تمضي في أسفار خارطتها روح ووسيلتها كلمات
ومحطاتها خارج الفضاءات .. ؟!
هنا أقف عند حدّ التعب ..
وأتخلى عن بوصلتي وكل إنتماءاتي ..
لأرحل في سفر الحلم ../ حلم السفر .. لأفهم التفاصيل / بعض التفاصيل ..
هو النبض حين يدفعنا للنبض ..!
أحمل تذكرة إلى الماضي ..
أحاول أن أجد موضع قدمٍ لي ..
أمنع أنفاسي حتى لاأربك الطفولة ..
أغلّق النوافذ حتى لاتمضي باقي الأماني .. ولكن الريح شديدة ..
تأخذني وتعصف بالحلم ..
وصدى ضحكات بريئة تملأ جوي ..!
أجدني أغني للغياب ..
تتربع ( وردة ) على عرش وجعي ..
خليك هنا خليك وبلاش تفارق ..
بلاش تفارق ..
وأنت مفارقي منذ أزمان ..
أتتبع الخط الفاصل بين الحب / البعد .. أنفاس الحروف ..
ويعربد في داخلي شوق مجنون ..
وأجدني في الماضي ..
خطوات مقهورة ..
ودمعة متحجرة ..
وإحتضارات ..
وحلم لاياتي ..
وأقتات على صبري ..
مرٌّ هو طعم السكوت .. ولوعة الخيبات ..
وأمضي في تيهي ..!
هل جئتُ أكتبك أم أكتبني ؟!
أخطو صوب مدينتك .. يهاجمني الصقيع .. وتتقوّس أصابعي ..
جهاتك صحاري رغم ماء الأزل والذاكرة الحيّة في أزمنة الغياب ..
أغيب في صمت الشجن ..
وتتجلّى ملامحها من بين أضلعك ..
ويبدو السفر منها / إليها .. ولها ..
وتعلو ترنيمة الحب رغم الحزن..!
يغادرنا حلم وتبقى تفاصيله .. يتخلق من جديد في دواخلنا .. يولد قاصراً ..
نصطنعه على أعيننا .. نفيض عليه من وهمنا ..ونتصور إننا وصلنا عوالم سعادتنا ..
فرحة ناقصة .. وضحكة باهتة .. وأرواح تفتقد الدفء ..
نمضي هذه المرة عنه .. وفي الحلق غصة .. وفي الصدر حدائق شوك ..
قد يبعث حلماً آخر ..
ولكن كيف نسافر وقد تكسرت أجنحتنا ..!
يتعملقون في اللحظة ..
ويمنحون الدقيقة وهجها ..
نرتمي في أحضان الثواني ..
نقدّم فروض الولاء لهم ..
ونلثم جبين الذكرى ..
ونحتضن طيوفهم .. فرحة مشتهاة ..
ويزهو العمر ..
هو الرحيل صوبهم ..
هو سفر الروح الأبدي لمن يحتل كل مساحات الروح ..
ونتساقط بين أياديهم نرتجيهم .. والصبر!
تتمدد مساحات الحرية .. تشمل تفاصيلهم وعيونهم كل الأفق ..
نستنشفهم أكسجين ..
تتلاشى كل العوالم من حولنا ..
ونبقى في ظلهم والحروف ..
نسكبها ونرتشف سكّر الحلم ..
ونمضي معهم / دونهم ..!
عبدالله ..
مساؤكَ رضا ..