يضرب في الأعماق ،، وقد كان لنشأته الأولى أكبر تأثير في تكييف طبيعته ،،
فخضعت سماءه لصرامة أغنيات وثارت لتدليل أمنيات ،، صرامة أجنحة ترى القهر عنوان الحنان ،،
وقد ننشد التحليق بلا أمتعة والتأم الجمع حول السفر ،،
فأبرأ النظرات خليقة بان تستثير الجوع والحياء ،،
تعاون الظلام وصراخ طفل بعيد في عزم وسكون إلا أن يقطعه ضجيج النبض ،،
كما تشتعل الورقة تحت أشعة الشمس المتجمعة في بؤرة الحس ،،
وخواطر سارة زاحمت الرأس والفراغ ،، تفاعل محتمل وانفعال مؤكد ،،
ومن يدري بعد ذلك ماذا يحدث ،، وأين المستقر وأيان المنتهى ،،
حسبي من السرور يقظة دبت في قلب موات ،،
فلليقظة فرحة وإن أدى الإنسان ثمنها من دمه وراحة باله ،،
وهل أنكر أن الوجود جمد من البرود وبرم بالراحة وضاق بالراحة ،،
فها هي ذي يقظة تدب ،،
وتبشر النافذة بدوامها ،، ما عقباها ،، ما غايتها ،،
لا يبالي سروري الراهن ما ينطوي عليه الغد ،،
فليشرق الأفق أو فليغرب وليبتسم الحظ أو فليتجهم ،،
فبحسبي من السلوى ومن النبض تسبيحا شعور يأخذ بمجامع النفس مهما كابد حي الراح من تعب ووجد ميت الطرب من راحة ،،
قالت : النظر إلى خارج النافذة كان شأننا ونحن أطفال ،، أما الآن ،،،
قلت : بل الحلم يحتاج منا أن نحلم ،،
أغمضت عينيها وقالت : من يتفتق عن الآخر ؟! ،،
فقلت : وما شأني ،،
وانسل الوقت وما يزال كبرياء الفجر يتجرع غصص العذاب ،،
كم كانت تكون الحياة سعيدة لو أن ما نلقاه من حظ ونصيب ومصادفات واتفاقات وأناس وأخلاق ،،
كان في مثل تلك النظرات وما يقطر لها من خفق الوجد ،،
كرؤية نور الدنيا لأول مرة بابتسامة لا صراخ ،،
إحساس عجيب لا يتأتى الشعور بجدته مرة أخرى ،،
كما ينفض الأفق عن صفحته الضباب البارد القاتم ليستقبل شعاعا دافئا منعشا ،،
ينظر له الحلم وقد غاب بصره وارتفع حاجبا صبحه وفغر فاه ،،
وغمغم جناحاه في حيرة : ماذا وراءك أيها الغد ،،
قالت : بم تحدث نفسك ؟! ،،
فسألتها : لماذا تنام الطيور ؟! ،،