ونرحل ،، يأخذنا دفع الروح إلى مكان بعيد ،،
نلاحق رائحة الريح ونجم في السماء ،،
تأتي الرسائل القديمة ،،
دعوة للأمطار أن تتجمع ،،
ونأمل حينها بالنجاة ،،
فقداسة الأشياء معنى لا نجد من يقدره حق قدره ،، فعلينا أن نحافظ عليه ،، تماما كالموج وهو لا يستغن عن قطرة واحدة من روحه ،، شاخص أبدا إلى وصال هادر وحبور سرمدي لا يعكر صفحته شئ في الوجود ،،
كالطفولة الحالمة ،، منظر لبهجة الفردوس وزهرة النعيم ،، دواء القلب وشفاء النفس ،،
في الخلوة بها يقبس الفؤاد جذوة من الحرارة الفائضة في روحها ،،
يصبح طليق من عقال الهموم وأمنيات الشاطئ ،،
غريق في صفاء الهدوء مشابه للفجر في سكونه الضاحك ،،
رخي البال سعيد الأنفاس ،،
ملكاته مستغرقة في سكرة هذه الحياة المطمئنة ،،
يعلو ويسفل ،، لا يسخط فكر ولا يسترضي قلم ،،
دعيه يستنشق نسيم الراحة ،،
لا أن يقاد ولا أن يهاج ولا أن يحرض ،،
كقصيدة بحرية لا تحاول أن تهدم ما يحاول أن يعيش معه ،،
كدعوة يخطها طيف قلم ،،
كتمتمة بأغنية على شاشة الوجد تغلق أبواب الحس عدا رذاذ حديثها ،، وإنصات قلب كالسيل المتدفق فهو أحوج أن يهدهد بالنغمات حتى يقر ويسكن ،، يعامله معاملة طفل لا يولد إلا بين ذراعي الأفق ،، يسير على حكمه ويقف عند إرادته ،، لا يستغرب من أحدهم إن رأى ذلك جريمة ،،
الحياة أصبحت مرهونة به ،،
تنقلب الموازين فلم نعد نشعر بالأمان ،،
تتحول الدنيا إلى خوف ،، إلى ألم ،، إلى صراخ ،، إلى ندم ،،
كيف أصبحت بهذه القسوة وهذا العنف ؟! ،،
ظلمت كل ما حولك وأول من ظلمتهم هو أناك ،،
وقد كنت المظلوم أبدا ،، وأصبحت أنت الغرق الظالم الذي لا يرحم ،،
تسير في الفلاة شريدا بلا زاد ولا سراب فنار ،،
وراحلتك كنظرة أوشكت أن تنهار مع سكون موجة ،،
تقضي على كل شئ جميل وتحوله إلى صورة قوامها فقد الإحساس وألونها الحسرة ،،
فلو تمكنت منك ،، لأخرجتك من بين ضلوع المجاديف ومزقتك أشلاء تلوكها الرمال ،،
ما ضنك بي إذا أردت الحياة رغم إعراضك عنها ،،
فالنشيد مطلق بعيدا عن صداه ،،
تتحول أيامه وسنين عمره التي ينتظرها إلى غد يرسم فيه الأماني والطموحات ،،
موقن بأنه يكره الموت بعد الموت في عطش الرمل الواسع ،،
لا يعلم سوى سباع الوحدة المفترسة وانتظار غواص وضحكات أنامل الأشرعة الساخرة ،،