.
.
.

[..قَطَراتْ لمْ تَجِفْ..]
كـ طائرٍ بلّله المطر
في ليلة حبّ رماديّة
يحاول الرفرفة
وتخونه جناحاه
بدّلت بعد رحيلك
مئة حذاء عسى
أن تنسى قدماي
جادّةً احتضنت عراكنا
بليت الأحذية
ومانسيت قدمايّ
رائحة الجادّة
ولا نسيتْ..
أسابق بـ ذاكرتي
الريح هروباً من فكرة
تجرني لـ فكرة
تجرحني بـ ذكرى
تؤرقني كلّ ليلة..
عقلي الباطن
مملوء بكثير
من الهموم والفصول
والوسوسة القهرية
لكن عينايّ فارغتان
من كلّ شيءٍ
إلا دمعة ورائحة
نومٍ لم يأتِ بعد..
كـ شرطي مرور
يعشق شمّ أفواه
المراهقات السكارى
أشمّ كلّ ساعة
شيئاً ممّا فات
لكن لا أجد أثراً
لـ عقلي ولا لك..
كـ حانة يثمل منها
شعبٌ بأكمله
في نهاية السهرة
يصلي مالكها
ركعتيّ الفجر
ارتكبت كثيراً
من الخطايا
بمباركة
مجتمعٍ بأكمله
صليت كثيراً
قد يسامحني الله
لكن لن يسامحني
مجتمعٌ يخبيء
صكوك الغفران
لـ طبقةٍ مخملية..
كـ صديق
سقط من اسمه
سهواً حرف "أ"
لـ يصبح "عبدلله"
بخطأ مطبعي
لموظف مطحون
لم يعيدوها له
إلا بصكّ براءة
وسجل جنائي
يثبت خلوه من
جرائم عدّة
أبتسم بتعب
وأنا أجد اسمي
على صفحة
الإنتربول:
كم سأحتاج لأثبت لهم
أني مريض بالرّهاب
ولست إرهابياً بمرض..
كـ أيامنا الحلوة
التي تحفظها
شرائح ذاكرة
وبقايا "محمول"
شاخت أزراره
لكنها لم تنسى
يوماً رائحة أصابعي
حين تهوي على
حروف أربعة
اعتادت الضرب عليها
كلمّا التقينا:
أ ح ب ك
و"عدّى الليّل"
وما التقينا
وتشابهت الحروف
وتبخرت رائحة يدّي
وكفّ بصرّ الشاشة..!
و....
و....
كـ أنتِ
....
....
....
لا شيء يعبّر
عن اختلافك
كـ دعائك المُميّز
حين استفزكُ..
....
ونضحك..
ويشتري الحزن
كفنه من
صوت ضحكتك..!
.....
