محاولة للبحث والتجلي
الضجيج
ملا المكان
وانتشر
وشق صدر الأرصفة
آه يا كثر القرى المتساقطة
تحت الحصار
في جحيم الشمس ...
وجروح الجدار
... وبكت المواويل
وعادت مسافات العمر للبداية
في عتمة الليل
والسوالف
ما بقى منها سوالف
تاه منها اللون
وإحساس العواطف
والبشر ...
ما عاد تحفل بالبشر
والثواني
غادرت كل المواني
مهاجرة رغم انكسار الريح
صوب الحياة اللي أبد
ما يوم يمكن ينتشر فيها الأمان
وظلت بنايات المدن متحجرة
بالخوف ...
وهموم الشوارع
والقرى
عافت حديث السندباد
بعد ما عمّ البلاد
برد القصور النرجسي الملعون
وغبار المصانع
يا فراغ الشارع المنتهي لأقصى مصير
اشتعل فيني الحنين
وانتفض مثل الحصير
لا طوته الريح
واستسلم يطير
أحفر الذاكرة
بالشعر
والشعر يتطاير
مثل العصافير الحزينة
و إلا قرية مهاجرة
عكس تيار المدينة
أمسك البحر ...
وترتج السفينة
وقت احتضار الليل
وأسمع الشاعر يصيح
مثل طفل
آخر الليل ....
جريح
أمشي شمال وكل ما أمشي وأنا أحيد
ويوم التفت مار الخطـى مبعدينـه
يا دارنا ما أنتي لنا كل مـا أريـد
ولا أنتي لنا يا دار جـدي وطينـه
اللي تفرق بـك ظعـون المواديـد
لـو هـم جميـع رايهـم تخلفينـه
وأعود مرة ثانية
أبحث عن الذات
في دهاليز السنين
وأسمع الشاعر يصيح
من بعيد
مثل دمعة مسافرة
من ألف ليلة وليلة
ظلت تدور
وتدور .....
وتدور .....
والنهايات البعيدة
تفترق قبل اتجمع
وصممت في لحظة جنون
بلا شعور
أرسم مدينة مسوّرة
بالتين والزيتون وأصناف الزهور
جدرانها من عاج
ترابها بلّور
وأعيش فيها عن جميع الناس منفي
أكتب الشعر الجديد
ما أبي نفسي تجيني
ولا أبي مني أجيها
إلا من يحمل معاي الشعر
وهموم الشوارع
وابتهالات الرصيف
وطفل يحلم
آخر الليل ... برغيف
أبيات للشاعر سند الحشار ــ رحمه الله ــ .