حرف حاء يسابق الريح بقدم
يجرها خلفه
ابتسامته كانت أول استقبال لي
ففي صباح بارد كبرودة هذه الغربة
وفي طريقي إلى سبب وجودي
لمحته .. وابتسامته
من خلف زجاج نافذته
وجه طفولي يسكنه الجمال والبراءة
اعتقدته فتاة لفرط عذوبة ابتسامته
فتاة .. لا تغادر حجرتها أبدا وترى العالم من خلال النافذة فقط
وتمنحنا ابتسامات حلم وأمل
لتجبر المكسور فينا وفيها
.
.
.
لم استغرب ابتسامته الأولى
ولكن
أليس غريبا أن ينتظرني كل صباح
ليرفع يده اليسرى الصغيرة بتحية جميلة احتاجها لأبدا يومي الطويل
وعندما اقترب من نافذته المح ابتسامته تصاحب تحية يده
هل كان يعلم إنني احتاجها ?!
أم
انه هو الذي كان يريد أن يشعر ويشعر العالم من حوله انه مازال قادرا على العطاء رغم عجزه المبكر جدا
.
.
.
تكرر هذا في كل صباح
إلى أن جاء يوم الأحد
يوم الأحد " اليوم الميت "هنا
أتيت متأخرة على غير عادتي
لم أراه في نافذته
اعتقدت
أن النوم مازال يحتفظ به
أو
انه يعلم انه يوم الأحد يوم راحة لي وله أيضا
.
.
.
دخلت إلى قاعة الاستقبال
وإذا بي اسمع صرخة فرح وارى اندفاعه نحوي
طفل في الثامنة من عمره
سرق ورم قبيح في رأسه .. أحلام طفولته بركض دائم ولعب ليس له نهاية
فأعجزه .. محاولا إيقاف مسيرته
ولكن ورغم كل هذا
مازال يركض .. يقفز برجل يجرها معه يجبرها أن تتقدم ويمنعها من أن تؤخر تقدمه
وهو يحتضن العالم الذي يحب .. بقلبه
ويلمس مشاعرنا .. بابتسامته
أصبحنا أصدقاء " فرح "
لا ادري .. هل كان يحتاجني
أم
أنا التي كنت في حاجة لابتسامة براءة في عالم خالي منها
متأكدة .. انه لم يكن في حاجة إلى حب أو اهتمام فوالديه قد أشبعاه حبا ورعاية
ولم أكن في حاجة لاهتمام طفل
ولكنه ظل يدخل إلى روحي الفرح بابتسامته وعند ركضه نحوي بقدمه
وكأنه يحاول إلا يبقى "هنا " طويلا
ويقول لها ولنا .. سأسابق الريح بها
.
.
.
قد تكون
قدرتنا على العطاء تشعرنا بالكثير من السعادة
والتي لا ندرك أهميتها إلا عند عجزنا عن منحها
وتظل
هناك قدراتنا الخفية بداخلنا مختبئة
ظهورها يكون واضحا كالشمس كلما اشتدت العتمة من حولنا
عندها ينبعث نور .. كل ما يحتاجه هو نافذة صغيرة من خلالنا ليمر
وينير الطريق أمامنا
.
.
.
ويبقى الأطفال أكثر من يحاول ويمر
فينيروا طريقهم .. وربما طريقنا معهم
لتلقائية ترافقهم
ووضوح تشبعوا به
ورغبة في المحاولة دون خوف أو ملل
وفي لحظات العجز
نحتاج أن نكون كالأطفال . . صدقا
.
.
.
حلم / أمل احتضنه لك : أيها الحرف حاء
أتمنى
أن تسابق الريح .. فتسبقها
وان تلامس ابتسامتك النجوم .. فتزيدها ضياء
يشبه قلبك
15 أكتوبر 2005
" يارب تنجح عمليتك .. أمين "