.
لقدُ زرتُ أحد البُسطاء .. و قَدم ليّ أقراصٌ من الشَمس و كَأسٌ من أنفاسٍ عابثه
على أوجهِ البقيّة .. قدمها و أنا أشاهدُ و ابتسم ثَم مَضيت و بِـ حوزتيّ منهُ الكثير
من الرويات اللفظية ..
و أنا أتمشى في حيّه و ألتفتُ يميناً ويسارا .. إذ بيّ أعيشُ تلك الأجواء.. تلك الحياة
الخاليّة إلا من البَحث عن ما يُنهي هذا اليوم و يستَقبل الآخر ..
أطفالُ و رجال .. شَوراعٌ من التُراب .. و عشبُ صَغير يَفصل بين الأرض و المنازل ..
بعد أن أخرجتُ ذاتيّ من تلك الآله الزَمنيّة وكنتُ سَـ أقرأ ما أعطاني ..و جدتُ لديّ
أربع أصَابع و الخامس مفقود .. صرخت رُعباً ..
لا أعلم ماتلك العلاقة بَين العقل و الأصابع أثناء الحساب و أتصالهَا سَريعاً بِـ ذلك الرجل
المُبتسم لِـ خلق المعلومات .. تَرى متى أستطاع أن يُقاسمني أحد أصابعي و يَترك البقيّة
بِـ بشاعةٍ مُفاجئة لمن يَرهَا ..
شَيئاً فَـ شَيء .. بَدأت بِـ فقد كامل أصابعيّ بعدد أيامٍ غيابهِ و العذاب مُستمرٌ بين
نزع الأصبع الأول عن الآخر .. و الخوف الآن من أن أبدأ بفقد النظر فلا يَتبقى بذاكرتي
سِوى بقايا لغتهِ و بعضاً من كلماتهِ ..
لِـ البسِيط الذي يُصوغ أخبار الهَواء ولا نتوقف عن الاستنشاق و الأوكسجين .. أنوفنا
تعاني من البُكاء .. تملأها الأدخنة .. تَصبُ بِـ الدم ..
لِـ البسيط الذيّ أعطى السَماء نوافذٌ و أقفال و أعتنى بِـ النظر إليها .. خطواتنا ماعادت إلى
الأعلى و رُبك .. فهي إلى الآن تَغوص في الوحل و نتسَمر ..
لِـ البسيط الذي في رفقتهِ الأطفال يَلعبون و لا يشعرون بِـ نظراتِ أبائِهم .. ماعاد هناك
أطفال .. ماعاد هناك أطفال .. أهلهم حَبسوهُم في أقفاص التُهم حتى جاعوا و ماتوا ..
لِـ البسيط الذي أرهق أوراق الذاكرة.. أرقٌ أرق وماعُدنا ننام .. التفكير قاتِل و الحجر تَفطر
حُزناً من ملامح وجهنا ..
البسيط ../
أ . جمال الشَقصي
عود إليّ بِـ أصابعي و بَصريّ ..رجاءاً ..!
.