حمد الرحيمي،..
بالرغم من محاولتي الإبتعاد عن الجانب الفيزيائي و التركيز على الجانب الوجودي الفلسفي إلا إن الفلسفة منذ بدايات القرن الماضي تشابكت جداً مع الفيزياء الكونية، لذا أرحب جداً بأسئلتك فـ هي تتناول ما ينقص مقالي.
نظرية التضخم ذاتها السابقة لنظرية الكون التضخمي المتجدد ذاتياً تفترض وجود بالون واحد، بالون رباعي الأبعاد لا ثلاثي تضخم إلى حجم هائل ثم بسبب الجاذبية بين المادة المتواجدة بداخل هذا البالون أو الفقاعة، تفترض نظرية التضخم أن تلك الفقاعة ستنكمش مرة أخرى واضعة الكون في جسم لا يتخطي حجم رأس إبرة تسوده قوانين فيزيائية تشابه حالة الإنفجار العظيم، لكن الأرصاد الفلكية لم تجد من المادة المطلوبة لحدوث هذا الإنكماش إلا 10% فقط، أي أننا نحتاج 9 مرات مادة بكمية المرصودة حالياً بالكون لحدوث هذا الإنكماش، و هو ما أدى بالفلكيين لإفتراض وجود "مادة مظلمة" لا تصدر منها أي إشعاعات و بالتالي يستحيل رصدها و هي ما تشكل 90% من كتلة الكون، إفتراض وجود مادة لا تصدر إشاعات هو إفتراض وجود مادة أساسها الفيزيائي مختلف عن مادتنا الطبيعية لأنه لا يوجد مادة لا تصدر إشعاع.
و نظراً لذهاب الإفتراضات أبعد مما يسمح به العلم، و لكي لا يقع العلم بفخ آخر كـ فكرة الأثير، ظهرت نظرية الكون التضخمي المتجدد ذاتياً، و بها الكون لا يشبه الفقاعة بل هو أشبه بسطح منبسط، و نتيجة لما ذكرته بالمقال من تراكم لطاقة الحقول المدرجة و حدوث إنفجار عظيم آخر كلما وصلت تلك الطاقة لحد معين فـ شكل الكون يشابه كثيراً تلك الصورة،..
أسطح تنفرج من أسطح أخرى كشجرة، و طاقة الحقول المدرجة المفقودة حين حدوث إنفجار عظيم جديد تخلق مزيداً من المادة، إختلاف الألوان بالصورة يشير لأكوان مختلفة في القوانين الفيزيائية، نحن قد نكون بأي كون منها، و قد نكون بالكون الأساسي بالأسفل، لاحظ أن بالصورة تم إستخدام كلمة "فقاعات" و هذا بسبب تعقيد الهندسة الرباعية الأبعاد، فـ الأكوان كالفقاعات لكنها مسطحة أيضاً، ليست مغلقة.
بإختصار نموذج تقلص الكون لا ينال قبول علمي واسع حالياً و إن كان سيجرى إختبار وجود المادة المظلمة بنهاية هذا العام في جهاز قاذف الهادرون الضخم بأوروبا.
أعتذر للإطالة لكن أتمنى أن بعضها إحتوى إجابة لك، إحترامي.