مشهد 3
المكان : جده
الزمان :1429
- وش السرّ يا عبير ؟
بدون إجابة أشير لها إلى صدري متجاوزة جراحه النازفة ناحية القلب
- يعني شلون ؟
- الحب هو الحل الحقيقي لكل شيء يتعبنا في هذه الحياة , معنوياً أو مادياً , حينما نحب أنفسنا بصدق ونحب من يستحق ستكون جميع أشجاننا آمال ...
هل قلت لك أشجان يا أمل ؟!
تذمرتِ كعادتك من فلسفتي وطلبتني أن " أحكي عربي " وحين بحت لكِ بآخر سر
في عمر معرفتنا وسربت لكِ ارتباكات قلبي و كيف أتعاطى الحب مع " ..... " تعباً وتيهاً وفرحه رغم كل شيء ... فأصبح طبي و طبيبي
تنهدتِ بعمق وقلت " عادل ما يحبني ! "
لا أستطيع أن أغفر لنفسي الآن لأن دمعتك تلك الأُمسية تدحرجت على خدك كحبة لؤلؤ بسبب خرافاتي
أفهمتك أنها مزحة وخيال أقتات به , ثم حدثتك كثيراً عن فائدة نظرتنا الإيجابية للأمور وكيف ستنهي معه أي معاناة ... ثرثرتُ كثيراً ولكن صمتك استوقفني ونظرتك الخاثرة كانت تهزأ من تطلعاتي . نصف ابتسامة حلت محل الضحكات الناضحة ألقاً قبل سنوات تخبرني كم اليأس ماكنٌ من روحك كتمكن ذلك الخبيث من أطرافك !
كنتِ تحبين الأسرار وتبدئين حديثك بقول " أقول لك سر " . نحن لا نقول هذه العبارة إلا إذا كنا ممتلئن حديثاً وسنقوله لأول من نلتقيه , وكنتُ وجهتك التي تملأينها بأسرارك الصغيرة وأحلامك البسيطة .
لم أمارس معك " الطبطبة " يوماً , كنت أقسو لأجلك ولأجل أحلام طفولتنا
واليوم أتمنى أن تقولي لي سراً آخر حتى أطبطب على كتفك طويلاً و أوافقك في كل كلمة .
اعترف لكِ بأنني تهربت مؤخراً منك وتجنبت لقائك , اعترف بأنه كان ضعف مني وجزع . فآخر مرة رأيت فاطمة الحبشية تساعدك على الجلوس بعدما تعطلت حركة ساقيك أحسست بوهن شديد . صُدمت حينما حسرتِ عن شعرك أو ما تبقى منه لأتذكر كيف كان على الدوام ثائراً وجامحاً كفرس أصيل في ميادين الزهو . كنت أضعف من أن أزورك مرة أخرى لتبدأ جلسة الذكرى والمقارنة وتعودي لتسأليني ... ما السرّ يا عبير ؟!