السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعد صباحكـ
نبض الحروف ,,
بجد طرحكـ حساس وكان يوقظ نبضي منذ أمد..
فكنت أتوجس من قراءة "أولاد حارتنا"
لنجيب محفوظ ,,وبعضا من قصائد
نزار ..
لدعوى ألا أستسيغ الجمال الماجن واعتنقه<<لا ضير من استعمال الاعتناق هنا لان المذهب من جبلة المنطق
نبض ..
في كثير من الاحيان تأسرنا صور فلسفيه غاوية..
تعجز عن سبر مضامينها الألفاظ النمطية العادية..
ويحق للأديب او للشاعر ع وجه التحديد ما يجوز لغيره إذ يجنح بالمعنى لصورة أكثر رنيناً ولكن
بحدود الذوق العامـ وبعيدا عن التلطيخ العقائدي الممجوج!!
لكن
لا ضير من استعمال الجانب المعنوي للفظة في الدلالة على حالة تصويرية مماثله..
لن اعرض لتجارب الاخرين فأنا حديثة عهد بينكم..ولكن سأتكلم عن تجاربي الخاصه:
في احدى المواد الأدبية كتبت ترجمة لمعنى "
يشرب الحزن في كاس" الى "
يعاقر حزنه ارتشافاً" أيهم أبلغ؟؟
طبعا لم احصل على تقييم منصف من المشرفه على تلكـ المادة لأنني - باعتقادها العتييق- خرجت بالمعنى السوي من شرب الحزن لمعاقرته كالخمر وهذا
محررررم بنص الشرع!!!
نعم أن المعاقرة في
اللغة تعني شرب الخمر ..
ولكن ألا يتأتي للكاتب أن يخرج بذلك المعنى الضحل ليضيف مداركـ أكثر حداثة اعتماداً على تأثير تلك اللفظة على الحالة البلاغية الحالية؟؟
لوما الخروج بالمفردات والألفاظ لتستوعب مدارك ومفاهيم أوسع
لغزتنا الملايين من الكلمات الوافدة والدخيلة على لغتنا ولتخلفنا عن مواكبة ركب الحضارة بدعوى أننا سنعتمد ما جاء في الصحاح ولا نخرج عن فتواه!
نحن- معشر المترجمين- نحتاج لإضفاء رونق على بعض المفردات لتتسم بالواقعية و نحاول
قولبة النصوص الجامدة في اللغة الأجنبية لتواكب المد الهاائل لمفرداتنا العربية ,وهذا لا يتأتى إلا بإضفاء نكهة الحداثة
وإحياء التراث العربي القديم لنحتوي هذا الزحف االمتنامي من المفردات الأعجمية على لغتنا العربية..
فقد خرجت
الذرّه من مجرد
صغير النمل الى ذلكـ الفيلسوف
المكوّن لأي جزئي كيميائي..
واضفنا
المرسال لبديل مستحدث
للإيميل <البريد الالكتروني,,
وأبقينا
ديموقراطية كلفظة معربة تحمل ذات النطق للفظة الانجليزية
Demogracy
وحاولنا عبثاً تسمية
ريموت كنترول بالحاكوم, وفاكس بناسوخ اجتراراُ لأوزاننا الصرفية ولكن لا أظننا أصبنا هنا
تراث قديم!! ولم أجرِ على ذكر
القرآن ولا سنة سيد الأنام فهي ليست من التراث في شي؛ بل هي
كنز اللغة ودستورنا القويم على مدى الازمان.
.لا نطالهما
تهميشاً ولا تشويشاً ..
لا بدعوى
الحداثة ولا بخبثٍ أو دماثه نرتجل سحرهما لنضيف
شرعية على بوحنا!!
أبداً عمر الإبداع ما كان بالماجن..لكن بمايقيسه المنطق بفكر موزون
يسمو عن مزالق التملق والتغنج بأحاديث وآيات كريمة..
صــوتـــ اللغة يحتاج لفلترة,,وإعادة بلورة في قالب يناسب المقام ..
عوداً على بدء..
استمتعت بآراء الآخرين..
وهذا يدل على فكر واعٍ ومدرك بأن الأصوات لا تصل
بالضجيج بل بهدووء نفوس
الحجيج
نبض..شكراً للمساحة هنــا ..
واعتذر ان جانبني الصواب فأنا من آدم والعرق دساس
دمتمـ بهذا السمو..
رجع الصدى..
أنا البحر في أحشائه الدرُّ كامنٌ............فهل سألوا الغوّاص عن صدفاتي ..