....
...
..
.
تعـــااااااااااااااااااال
وكل شيٍّ صار
في بعدك يذكرني
دروبك/ ضحكتك/ طاريك/ وريح العطر بثيابك..
في مفرق الطرقِ لم يكنْ للكلامِ مكان.. خمسةُ أيامٍ تكفّلتْ بابتلاعِ كلِّ أبجدياتِ الألسُنِ بينَنا، وتعاظَمَتْ لغَةُ الأحضانِ والعيون.. كأنّه انفجارٌ كونيّ أنْبَأ عنْ ولودِ مجرةٍ جديدةٍ في حُبّنا..
".....
ويلتَقي في ظِلّهِ الحَنونِ عاشِقانِ
تَلتَقي مَجَرتانِ...
يَعْصِفُ المَدى بِهدْبِ نَخْلَةٍ فَيهْطِلِ الثّمَرْ
ثَمَرْ
ثَمَرْ
ثَ مَ رْ
"
كانَ رحيلي فيك مليئاً بالفراشاتِ والأزهارِ المُتطايِرَةِ منْ روحي تبثُّ نفسَها إليكَ، وتنْغمِسُ في عشقِكَ إلى أقصى قُرى الرّوح.. انبجْلتُ آلافَ المرّاتِ بينَ يديكَ، وأنتَ تبعَثُ فيّ أعظمَ معاني الولاءِ والانْسجام، ارتجفتْ أرواحُنا، وانتفضَتْ أصابِعُنا في حالةِ الانْصِهار، خمسةُ أيّامٍ كفيلةٌ أنْ تُولَدَ فيها بِحارٌ وتطْفَحُ جُزُرٌ وتُدفَنُ مدنٌ وتغرقُ سفنٌ وتولَدُ أمَم، وأنا في خَمسَةِ أيامٍ مَنَحْتُ روحي للرّيح.. وظلْتُ أتيهُ في مربعاتِ أبوظبي أردّدُّ ما قالَه خميس قلم:
" يا نادلُ إنّي أحلِفُ بالحُبِّ العُذْري
بأنّي أكْفُرُ بالعُرْفِ القَبَلي
وأُسْلِم روحي للرّيح"
ها قدْ أسلمْتُ كلَّ (أناي) إلى تلكَ الرّيحِ المَبعوثَةِ إليك، ملييييييييييييييييييييـئَةٌ بكَ حدَّ التّحليقِ إلى أبعدِ فضاءاتِ الكون، تلك التي لا يزورُها اللهُ في صلواتٍ خمس، ولا ترتَهِنُ أنفاسي أمامَ عُرفٍ قبَلي، ولا تلمسني إشاراتُ المرورِ بحرقةِ الانْتظار، ولا تكتِمني نَظَراتُ الشَّوق شمسًا تفَتّحتْ تحتَ جَفنيّ.. ولا يُسَوّرني قصرُ ابنُ الفلاني، ولا تَتَلبّسني عباءَةُ السّواد المُزيّنة بـ (شوارفيسكي) التقاليدِ وعادات (الأولين) هناكَ حيثُ دغدَغتْـنا لحظاتُ الحُبّ، ضحِكْنا كثيرًا بصَخَبٍ طُفوليّ مرِح، وجرتْ بيننا أنهارُ الفكْرِ والعِلم كالأنبياء، هناكَ حيثُ أبحرتْ بِنا أمواجُ الذّكرياتِ واللّقاءاتِ الحميمة، وصلنا بأحاديثنا إلى عالمِ النّجوم تنْقُلُنا بينَ مجرّاتِها كوكبةً كوكبة.. وعُدْنا إلى حيثـنا.. عُدنا إلى كُرسِي الحب، ودخانُ السلام يَخيّطُ أحلامنا في هواءِ المكان.. تختلطُ خيوطُك بخيوطي حتى تَتلاشى ملامِحُ الدّخانِ المتبعثِرَِة منّا، نتَـقلّبُ بين المَحطّاتِ الفَضائية.. حيثُ رسَت بنا عوالِمُ الجنون مع بدر بن عبدالمحسن.. كلُّ الدقائقِ مرهونَةً بأنفاسِنا.. كلُّ تعابيرِ الله في الإنسانِ تعبّدت في محرابنا القدسي.. وابتهلتْ رمانَ التعاويذِ وتفاحةَ حواء وآدم وامتلأتْ أحواضها بكوثرِنا المُطهّر..
فقط نَمْ على ذراعي.. كي تُولدَ شجرةَ الجنة بين أعيننا...
..
...
....
زينب.....