دوائر بلا نهاية ،، والحمام لا يمكنه سماع مربيه ،، لا شئ ثابت في مركز ،، الدم يغمر والبراءة تغرق ،، جسد أفعى ورأس إنسان ،، كم عدد الشياطين التي يمكنها أن ترقص على رأس القلم ،، فهناك قفزات تمنى أن نقوم بها ،، مشرقة كالشمس ،، تتحرك ببطء ،،
والظلام يهب مرة أخرى لترقص الظلال ،، والنوم منذ ملايين السنين سبب لكوابيس المهد ،، ولكي تكون اللحظة القادمة تحت السيطرة يولد البكاء ،،
لدينا أرواح حتى نكون ممتنين للألم ،، مآسي صغيرة ،، يدفعنا الإصرار وإقرار التسليم ،، خطوة اثر خطوة ،، وفي البحث الجاري عن النفس نتعلم أشياء جديدة ،، كانت مخفية ربما ،، تمر سريعة كنبضة لا تعرف وجهتها ،، لنتساءل ما نحن ،، تحديات جديدة أم أشباح من الماضي ،،
طرقات عديدة وعرة ،، مليئة بمن ضل سواء السبيل ،، في كل مرحلة نتوقف ونسأل من يقابلنا هل هذا هو الطريق الصحيح ؟! ،، إلى أن يموت الضوء ،،
قال صديقي : أتعلم ،، عندما أجرد حياتي أجدها متجردة ،،
كدت أسكب قهوتي وقلت : ماذا تعني ؟! ،،
فقال : تعلم باني سأجادل الجدل ،،
قلت : طيب ،،
روح مقدسة وإيمان يكبر بين ذراعين أخرى ،، هناك من يترك طريقه رغم المغريات ،، وهناك من يركز ويفشل في تحديد جهته ،، تتغير المشاهد والخلفية واحدة ،، شمس الظلام تشرق ،، وحتى لا تتأخر عليك أن تختار نقطة السطر أو يتم اختيارها لك ،،
وجوه حزينة ،، والمألوفة منها تعيدك للغربة ،، تقضي معظم الوقت في محاولة التقليل من آلام الحياة ،، وفي أوقات الفراغ تتعلم كيف تتخلص من الجوع ،،
وصوت جزء منه رياضيات والجزء الآخر ابتهاج ،، ومهما ً كان ،، فقد كان هدية للدنيا لتملأ الأسماع بأطياف من المشاعر ،، لا يحترم هذا من يتكلم ،، فيزيد من التعاسة التي لم نكن نحس بها ،، تحاول أن تنصت من جديد فتجد أنك تبكي ،، وخفقان شديد في الصدر ،، والوجه يكاد يحترق ،، وأكثر من هذا رغبة طاغية بالاختفاء ،،
وخلال عصور من البحث كلما حاول الإنسان التعريف عن نفسه كلما غاص أكثر في ارتباكه ،،
إلى أن يصل : وهذه النقطة الأساسية في النشوء ،، فليس كل الطرق للترحيب تكون ملائمة ،، وملايين الكلمات قد تصف الشعور ،، ولكن نظرة ناعسة تمنحك لغة أدق ،،
وبينما تكون لغة الشفاة عشوائبة وغامضة ،، كانت تلك اللغة منطقية ومختزلة رياضيا مما جعلها مناسبة ،،
لا تفعل شئ ولا تفكر بشئ أذن أنت نائم ،، تخطط لكل شئ على حسابات ساعة ،، والأرقام مجرد اختراع للتواصل ،، فكيف تجد ما يضيع من الوقت ،، كيف يشعر أن العالم يصرخ به منتظرا أن تصدر النتيجة ،،
هناك أوقات علينا أن لا نفكر أثناءها ،، أوقات لكي نرتاح ،، وأوقات لكي تنسج قصتك بسهولة وإقناع أما الصمت فهو كذب ،،
وعندما يأخذك شعور ما قد مر بأحد ما فتلك هي الدهشة ،، فالحلم عقل الباطن ،، ضمير ثانوي ينسج حكاية الحب والخسارة ،، وموسيقى حالمة تغمر المقهى بسحرها ،،
العوم ،، الخفقان ،، التنفس ،، جميعها تشمل حاسة نظرية ،، ولكي تدخل الحيز العملي عليك أن تتمطى فوق الماء كالأفق ،،
قال : في الخارج كان وقتي منظما أكثر ،،
هززت رأسي فأردف : كيف كان يومك ؟! ،،
قلت : عدت من السفر ونمت يوميين إلى أن جاء اتصالك ،،
فقال : ما أعنيه أن كل شئ يمضي بحساب وعلينا نكون مستعدين دائما ،،
قلت : طيب ،،
وتحاول أن ترسمها كما هي مطبوعة في كل شئ أمامك ولكن تكتشف أن هناك حلقة مفقودة ،، فتعبث بالألوان كمن يحاول تحليل برنامجا معقدا ،، ولا شئ أصدق من الموسيقى في صياغة المشاعر ،، كالقوقعة لا شان لها بالحماية ،،
برؤيتها تدرك أن ما يحاول العقل والجسم أن يخبراني ،، كل شئ منطقي الآن ،، كل شئ يعمل سويا ويرسل خطابات إلى القلب ،، تماما كما كان يستقبل الغياب كل تلك المؤثرات ،، الألم بكافة ألوانه ورموزه ،،
كألغاز الحياة ،، تجتمع عناصرها لتكوّن الشخصية ،، ما الذي تقوم به وكيف تشعر ،، كل تجربة تصقل وتمهد لما يليها ،، كالفراغ تكون البداية ،، وربما الذاكرة ستحكي حكايات أخرى ترجو بعدها أن تكون النهاية فارغة أيضا ،،
تنظر في كل مكان فترى اتصالا بين الأشياء وبين الناس ،، ولكن الروابط معترف بها بشكل غير ملحوظ ،،
" صباح رطب بارد ،، الضباب معلق على الأرض مثل عباءة فضية ،، ومروحة من السعف قرب المدفئة والساقية في الخارج تغني ،، " ،،
وفي صباح ملؤه التشويش ،، شئ ما يتحدث بشكل واضح ،، اختبار يمكن عبوره ،، وقد تعلم بكل مأساة إنسانية ،، من الحرب إلى السلم ،، ولكن الدرس الأكثر صعوبة هو الاختيار ،، فأي جواب يخفف الوقع وأي شئ لم ترد سماعه ؟! ،،
وبوجه كالأرجوان تهمس : هدية بسيطة ،، وتتلقى موجة مترعة بنشوة الفرح ،، تضغط على يد السماء فتغلفك بغشاء من الحرير ،، تنثال أفكار مهادنة طيلة الوقت ،، تنزلق في هاوية ،، تطير نحو المجهول ،، مفعم القلب بالمسرة والحنين ،، ويصافحك الوداع بابتسامة واعية راضية ومشجعة ،، وماذا بعد ذلك ؟! ،، تواجه ما هو أعظم من موقف دقيق عابر مفعم بعبير ساحر ،، تواجه المجهول والقدر ،، تطرق الباب الذي يوقفون وراءه الزمن أو يرجعونه خطوة إلى الوراء ،، وثمة أنباء تتردد أن ارجع وإلا هلكت ،، ولكن لم تستجب لها أذن ولا قلب ،، فتقف النجوى تراسلك بنظرات تفيض عذوبة ،، تحرق الرأس والعنق ،، فتميل حتى تلثم فاها ،، تحترق ،، ثملا بخمر الحياة والخوف من المجهول ،،
يا لقداسة العواطف ،، ما زال كل يوم يمضي هنا يصبح جزءا من التاريخ الخاص ،، وإحداث التغيرات الخاصة ،، وستلقي اللوم على المطر وعلى الراحلين مع الصواعق ،، كالانغماس في رحمة النفس ،،
ارتفاع نشاط الكهرباء الساكنة في الهواء ،، ورائحة غير ملحوظة للأوزون ،، استمع إلى الصمت ،، ابحث عن الإيقاع في الأصوات تحت الجفن ،، انصت إلى قطرات المطر المتساقطة ،، تنفس على ذلك الصوت ،، دعه يملأك ،، عقلك ونبضك يتصلان معه ،، ينبت الميت داخلك ،، عندها ستحتضن الغيم ،،
قطع ممزقة من الأحداث تعود لتشكل ذكرى ،، فتجذب كل ما في الرأس إلى نطاق لا يوجد به ما يهم ،، وتركله كالكره إلى مركز الوعي ،، تحاول حساب كل البيانات ،، ولكن هناك متغير واحد من الصعب تحديده ،، زاوية وانحناء وسرعة ورياح فتجد الهدف ولكن أين المرمى وما هي نسبة خطأ في التصويب ،، سيمفونية من الصفوف والمنحنيات والزوايا ،، انفجار من الطاقة الإيجابية يغمر الصخور ،، موجة مثيرة تداعب الوجدان برذاذها ،،
ولكن ربما بعض الغموض أفضل من البقاء دون حل ،، والأيام لا تمضي كما نتوقع دائما ،، شعاع شمسي لزج يمنع الانسياب ،،
قال : عادي ،، كلمة لسهولتها تعبّر عن نفسها ،،
قلت : ساءتني الجدية الصارمة التي تضن بالابتسامة فضلا عن الدعابة ،،
قال : حسبك أن تعلم ،،
قلت : ولكن ،، مهلا عن ماذا كنا نتحدث ؟! ،،
كيف تضئ الأماكن الداكنة في هذا العالم ،،
المبشر هو من يتلقى الطعن دائما ،،