ليسَ من شيءٍ أسوأَ من أن تَجهَلَ مَا تُريد، إذ يَتعيَّنُ عليكَ إثرَ ذلكَ أن تَغُوصَ في أعماقِ نفسِك، وحينَ تفعل؛ فإنكَ بالتأكيد ستُواجهُ مَا تتَجَوَّفُهُ النفسُ من أشياءَ كانت قد طُمِرَت، وإذا ما طَلعت على سطْحِ بحثِك، وبالتأكيد فللعُمقِ مكامِن؛ فإنها ستكلِّفُكَ وقتًا حتى تخرُجَ سليمًا.
أواجِهُ البحرَ الآن، أتأمَّلُه، أقولُ في نفسي: أفعلُ ما يفعلُ المُمَثلُونَ في الأفلام، وسأرى إن كنتُ سأخرُجُ بِـنتيجة.
حتى الآن وأنا باقٍ في مكاني، وكلّما طالَ بقائي؛ أحسَسْتُ بكل خليةٍ في جَسَدي تريدُ القفزَ إليه، تُريدُ السّباحةَ في سُرَّتِه، تَتُوقُ إلى بَلَلِه، تَتُوقُ إلى وَحشَتِه.
يزعُمُ أحدُ الرُّواةِ أن مصيرَنا إن كانَ إلى الجنّة؛ فإننا هناك سنلتقي خمسَةَ أشخاص، ولكلِّ منهم مَهَمَّة، وهي إطلاعُنا على كلِّ أسرارِ حياتِنا التي طُويَ سِجِلُّها، كلُّ واحِدٍ يَسبِرُ غَوْرَ جُزءٍ ما في حياتِنَا.
كم هو صعبٌ رفيقُ التأمُّل!