منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - نَشَازٌ مُمْتَدْ -,
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-2009, 01:22 AM   #27
نَفْثة
( كاتبة )

افتراضي







حزنٌ .. إِقَامةٌ جَبْرِية *

زّخ الْهَدب لَيسكُن كُل دَمعة تَشَبثتْ بصدرِ الليل , زّختْ الْرَئة لِتَلْتَقِط شَهقاتُها المَمْغُورة دَاخِل أَنِين الْنَايّ
وَ لمْ يّزّخ الْمَطرْ ..!
يُقَال بأن الْحُزن هو مَرضٌ عُضال فَ هلْ هَو سَحِيقْ وَ هلْ يَجْلُب الْعُقم فَلَا تَلدُ الْأَرْحَامُ زَخاتُ إِبْتِسامة وَ لَا تَتَكونُ في الْأحشاءِ
عَلقة مُتَقَرْفِصة تُنَادِي بِ الْأَمَلْ .! , وَ هَلْ يَنْخُر الْعَظم أَمْ يَجُزَه , وَ هلْ يَغْتَسِلُ من خِلَالِ نَحِيبه عُنق الْشَيطان أو يَتَبرْعمُ تَحصُرْ يَجْلُب الْسِحق وَ وَردة ذَابِلةْ .!

مِمَ تَكون هَذا الْحُزنْ وَ هلْ مَضْغَتهُ رُمِيت في أَرْصَفةِ الْأَورِدة , عَن مَاذا يَبْحثُ وَ نحنُ مَسْلُوبين نَسْقطُ من مَهدِ الْوَطنِ وَ نَرْتَحِلُ إِلى لحدِ الْوَطنْ وَ ما بينهُما بَيادِر
وَ لحمٌ مُمَزقْ ., مَا نَوعهُ مَا جَنسهُ مَا مَنْفاه .!
هَو الْمَاشِطُ وَ هو الْسَوط , هَو الْمُولي وَ الْلَؤلؤ في جَسمِ الْبُطَين الْأَيمنِ من القلبْ , هَو الْأُمور الْعَظِيمة وَ الْأَكْتِشافات الْعَظِيمة , هَو الْقَسوة وَ الْحَنان , هو الْإِرْتواءْ
وَ ضَفِيرةُ حَسْنَاءْ , هَو الْمَاجِن وَ الجانُ و المْجَنُونْ , هو صِراطُ الْحَياة وَ تَجاعيدِ أُمْهَاتِنا وَ رَاحة كَفوفِ أُبهاتِنا , هَو لَاشيءْ لَأنهُ كُل شيءْ .,
إِن كَان كُل شيء هو فَ الْإقامةُ الْجَبْرِية عُكَازة مَحْدَودَبة وَ مُسْتَقِيمةْ .

الْحَزنُ وَ أَغْشَية تَحملُ الْبَتُول الْنَائِمة
الْحَزنُ وَ كُوخ مُتَصلِب أَمام ثَلَاثةِ قَبُورْ ,
الْحَزنُ وَ رَمش الْطَفلةِ لَا تَرى سَوى الْهَشَيم
الْحَزنُ وَ الْذَنبُ يَوخزُ الْوَطنْ لَـ يَزْفر بَخطِيئة أَعْظمْ ,
الْحَزنُ وَ نَائِية تلك الْفَتاة الْممزُوجةِ بَطين أَجْدَاديّ تَبكي فَوق صَدري وَ صَدري جَائع .


نَحْتَاجُ إِلى الْحَزنِ في حياتِنا لَنبدِع , لَنُهْتَدى , لَنبكي , لَنشِجُبْ , لِننْصَاع , لَنهِبْ , لَنَتَبعثرْ , لَنَتلمْلَمْ , لَنْفتِضح , لَنَشِيحْ , نَشِيخ
وَ يَمتدُ بنا الْنَشِيجْ .,
نَحْتَاجُ إِليه لَنخُون الْرَئة وَ الْنَبضْ , لِنَسُد تَملُصَاتِنا الْخَاطِئة , لِنْنَكسر دَاخِل تَمرُدِنا , لَنتخَاوى وَ نَتهاوى دَاخل زمن جَميل ْ , لِننْتَصِر حَامَلين الْتَشهُد
أَمام الْجَزءْ المقَتُول فينا , لَنقْذُف بَلَاهة الْأَشْياءْ , وَ نَنْكَمِشْ دَاخل مَا رَحلْ ليعُودْ .
نَحْتَاجُ إِليه وَ لَا أَعلمُ كيف أصَفُ أَحْتِياجنا فقطْ هو شيء جَميل إن جَعلناهُ كَذلكْ , وَ طَعْمهُ شَدِيدة الْشُهُودة إن زُدنا حَاسة الْتَذوق لدينا ,
هَذا الْحَزنُ جَميل إن عَلِمنا أنهُ من [ الله ] وَ طَريقٌ من الْأَبْتِلَاءْ الذي يَمْكَثُ في صدرِ المُؤمِنْ ,


الْحُزن .. إِقامة جبرية وَ لمْ أَتحَدثْ بعدْ .




* نائية .
شَفْرة : وَ لَأنها كَانت الْأَجملْ وَ كَانتْ لَكُما فَلنمضي نَحو الْـ Breathless

[ ]



 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التعديل الأخير تم بواسطة نَفْثة ; 05-07-2009 الساعة 01:26 AM.

نَفْثة غير متصل   رد مع اقتباس