*
أتدري يَا ناصِر ،
منذُ خمس سنوات تُراودني الكِتابَة عن البَدْر و لكنّي في كُلّ مَرّة أُحجِم !
لسببٍ بسيط وهو أنّني لا أدري من أين أبدأ !! ، بِصِدق لا أدري ~ فتجربته طويلة المَدَى و النّدَى .
لا تستطيع أن تُجَرّدهُ من ذاته / ولا أن تُجَرّد ذاتهُ من شِعره ولا تستطيع أن تُجَرّد كل ذلك من ألوانه و فُرشاته !
الكُلّ مُتّفِقٌ على عظمته و الكُلّ يسيء لهُ دون أن يدري ! / البعض يُعَظّمهُ من تعظيم الآخرين لَهُ .
والبعض الآخِر يعلم بأنّهُ يستحقّ أكثر من التعظيم .. ولكنّهُ لا يعرف كيف يَقرأهُ !
وهذه ورطة الكثير من قُرّاءه / فالبدر صعب و قراءتهُ ليست كقراءة الشُّعراء الآخرين .
هُناك مفاتيحٌ وَ شبابيكُ سِرّيّة .. لا يعرفها أو يَدُلّها وَ يتسلّل من خلالها إلاّ الضّوء
وَ من أوتي من الوعي والعِلم والذّوق شيئاً كثيراً .
***
أرأيت كيف أسترسلت دون أن أشعُر ؟!
كُلّ ذلك بسبب البدر يا ناصر / فألف شُكر لك وأكثَر .
لأنّك جعلتني : أُحاول أن أرتقي إليه .
بالمُناسَبَة في إضاءات لم يُعجبني حُضُورهُ كثيراً .