سالم عايش
ــــــــــ
* * *
أُرحبُ بِفكركَ الرّاحب ،
وَ أؤكّد بهجتي بحضُورك .
:
في الشّعر هُناك مَدارس ، نَعَم ..
وَ لَكنّها بِلا أساتِذة ، فَـ مَدارس الشعر هِي الوَحيدة التِي لا تُخرّج أساتذةً ،
وَ جَميعُ مَن فيْها تَلاميذ يتفَاوتوْن بالإجَادَةِ وَ الأقدَميّة - وَ بهَذا يتفرّد الشّعر وَ يتورّد - .
مُنْشئُ مَدرسَةٍ في الشّعر ، لا يُمْكِن أنْ يَكوْن أستاذاً بهَا وَ عَلى مَن فيْهَا ..
فالأسْتَذةُ : بُلُوغُ اكْتفاءٍ وَ انتِهاء - وَ لَيس ذَلك في الشّعر - ،
وَ التّلمَذةُ : انتَاجٌ وَ عَطاء - كَما هُو الشّعر - ..
وَ هَؤلاءِ الرّواد - كَما أحبّ تسْميتهُم بذَلك - مَازالُوا يُنتِجون وَ يَجنُونَ مَا زَرعُوا ،
وَ مَا نعْتهم بالأساتذَةِ إلاّ تَلميحَاً بانتِهَاء خدَمَاتهِم !
:
وصفُ الآخر بالأستاذ ،
إمّا بأحقيّةٍ علميّة يستحقّها - بِلا فضلٍ مِن قَائلها - ،
وَ إمّا لأقدميّةٍ زَمَنيّة كَان له فِيها الأفضليّة - مَع تفضّل قائلها عَليه - .
في ساحتِنا الشعبيّة يا صديقيْ ، كلّما عليكَ أنْ تعمَل في مجلةٍ مِن مجلاتِها
وَ تحتَ أيّ مُسمّى ، وَ انْعَم بعدَها بهذا النّعت مَا حَييت وَ لا تَأبَه بشَهادَتكَ
الإبتدائيّة ، فليْس مِقياس الأستذة بالشّهادات - في ساحتِنا الشعبيّة - !
:
سَالم عايش
شُكراً أيّها التلميذ الأجمَل .