منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أمواج بلا شاطئ
الموضوع: أمواج بلا شاطئ
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-16-2009, 01:24 AM   #127
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو
 
0 فصاحة الأنثى
0 أبعاد ،، المنتدى
0 حصان خشبي
0 مرايا

معدل تقييم المستوى: 52

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي سلام على أهل الأرض ،،



وجدته ملقى تحت الشمس ،، متلبسا نفسه ،، إنسان بلا ملامح تميزه ،، ليس كالوليد ولا يبدو كالمحتضر ،، وقد التصقت بجوانبه ألواح خشبية وبعثرت في وسطه كثبان من الرمل ،،

سبقت فجرها الحالم إلى البعيد في ظلمة حالكة كمن يخرج إلى الردهة وهو يتحسس حائطا متصدعا ،، بلغت أذنها جلبة اليقظة ،، ومزق سكونها صفقات الأبواب في داخلها وهي تغلق على داخل الرحاب المظلمة حين تفتح ،، أما الأُخر فيخفف شعاع النجوم الشاحب من شدة سطوعها ،، جعلت تقلب رأسها بالسماء كلما لاحت لها ،، ثم بلغت وأد الأجاج في تيار من اللهب ،، السقف والجدران تترك في أنفاسها أثرا عميقا ،،
وفي الطريق أرشدتها أشباح السراب وأصوات الصمت إلى الطريق فلم تحتاج إلى الاستدلال ببوصلتها ،، وما كانت لتقف إليه لولا دفء الظل ،، وإنما لكل امرئ ما نوى ،،

ومضى الوقت متتابع والسكون عاد ليطبق ،، وطالت فترة السكون حتى أخذ الأمن يتسرب إلى الجوانب المتسربلة بالأنفاس ،، وشاع في أحداق الهمس صور كالكلام ،، ونظر إليها بعين زائغة مخدرة بالظلام ،، شعر بشئ يتحرك في صدره حينما ابتسمت ،، طرقات وتيرة تغمغم ناطقة ،، كالقبضة تعتصر كل شئ بداخله وتنبض مشرقة ،،

حتى علا ضحك لم يبين فعرف كيف يحرك أطرافه ،، شعار أو قل إنه نشيد ،، ما كان أجدره أن يعيي الموت لولا قضاء حديثها ،، يستمع فينعم برقاد لذيذ بينما تشقى الأفكار برطوبة الليل ،،
قالت : ألن تتكلم ؟! ،،
وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى ،، السماء ملأى بالأنوار ،،
فقالت : ما اسمك ؟! ،،
نظر إلى كيف توقع اللحن ،، وحرك فكيه محاولا تقليدها ،، فابتسمت ثانية ،، ونظرة عين ساذجة تقطر خفة ،، أضاءت الطريق ما انبعث إليها من نور النوافذ ،، مرسلة على العالمين ضياء لألاء ،، طاف بالحي وما حوله خلايا مهللة هاتفة شاع في نفسه كأنما حمل إلى الهواء الساري فقال : أين أنا ؟! ،،
قالت : أنت هنا معي ،،

إنه النور والسرور ،، إنه الليل المنار اليقظان ،، إنه الصبح العامر بالسمار والمنشدين ،، لقد اتفق له عهد واحد بكيانه معها ،، وقد تعبر القوس وتسبح مع النجوم فتغرق في نظرة ،، تسيل عذوبة وتستبيح الإثم في توبة سحرها ،، أجنحة مرفرفة تعلن السفر ،، انتصبت الروح لتبرد وانتثرت كؤوس الأماني المكللة بغلالات بيض فعرف كيف يحلم وتاه في الدنيا ،،

أخذت تنظر إليه بلذة وإنكار وشئ من التوجس ،، تابعته وهو يقف متثاقلا هادئا تلوح قبابة المعزية كأنها ساجدة ،، ولكن قضى أن تفقد الجنان دونه ،، أن تستثير الجوع والحياء أبرأ العبارات ،، تعاون الرمل والبراءة والبحر في عزم وسكون ،، لا تدري أين المستقر ولا أيان المستقر ،، وحسبها من الظنون يقظة تدب ،، يقظة فرحة وإن أدت ثمنها من الدم والراحة ،، وهل تنكر أن النهار البارد برم بالنوم وضاق من الراحة ؟! ،، فها هي ذي يقظة تدب ويبشر سفر الوصول بدوامها ،، ما عقباها ؟! ،، ما غايتها ؟! ،، لم تبال في حلمها الراهن ما ينطوي عليه الغد ،،

لا يمكن أن يطالب بشئ ،، خليق بمثله أن يرفع عن كاهله المتهالك مقل هذه اللمسات ،، قديما حارب الرق الأحرار لا المماليك ،، حتى تنازعت العواطف التي جاءت متناقضة ،، فلو اعتدل الميزان ما عاق عائق ولبلغ ما يشتهي ،، لو كان يستحق أكثر مما هو متاح له لناله ،، وشاهد شعاع الشمس الأخير يتقلص عن موجة ،، فما عدا رائحتها فهباء في هباء ،، ألا يمكن أن يوجد رأي ولو كان من وحي الخاطر ؟! ،، من غير قائل سابق من الحكماء الذين يجهلهم كل الجهل ؟! ،، وكيف يجيب شيطان الفجر ؟! ،، سبيل واحد وفخاخ مشرعة ،،
قال : سأعود ،،
فقالت : انتظر ،،

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس