قد لا أُجيد النَقد ،
ولكنني أجُيد التطفل .
نحو
[ الورقة التي في مَهبها ريح ].
( آه لو ربي خلقنا أغنياء )
عن أي وَجع سـ تتحدث القصيدة إن كانت البداية بـ آه ،
أي نوع من الأوجاع بالضبط . !
يأتي التابع لها تماماً [لو]
ياه ، ما أصعبها الآهات حينما تتلوها [ لو ] التمنى
والتي تلوي ذراع كبريائنا المُمتد عبر خريف المعاناة الذي يُسقطنا أنصاف أوراق .
ولا فرق بين أن نُخلق أغنياء وأن فقراء أو رصيف حتى
.
يوغل صاحب الورقة أو صاحب الريح فـ كلاهما على متن ( مهب )
نحو تفاصل الوجع ويُطوع ( نا ) الجمع في ( خلقنا / و حيينا / و فنينا )
في حين أنه يُردف كل تلك الأفعال ، الأفعال التي تمد أصابعها بين فراغات أقفاصنا الصدرية تماماً
بـ رقبـــ(ــتي)
وما ذنب رقبتك يا خالد لـ تسد كُل تلك الديون المُمتده على اتساع البؤس فينا بـ رغافة هم .
.
ثم تنتشل ريح الورقة ما تبقى فينا من قوى كانت تُقيم قوامنا على اعتدال فتكون على هيأة :
( شاعر يحطب من الصحراء ماء
يتسلق البرق لو ما له رفيف )
لـ يوكد لنا براعة التسلسل ابتداء بـ ( نا الجمع ) ثم ( ــي المفرد ) ثم يبثها من صدر مُكتظ بالأنفاس ( شاعر )
وماذا عنك :
-( ما عرف من هـ النساء إلا النساء ..
ولا نسى من هـ المعارف غير " كيف )
أشعر بـ أن هذا البيت هو مسامات سُدت بـ ألفاظ لا يُمكن أن تُسد بـ غيرها ، هي مبنى حقيقي لـ الإحساس بالإحساس .
ولـ نعود لـ نظرية الشاعر في تراكمات العمر ومفاهيم الفناء وما بينهما من مُؤهلات العناء بـ التجشم ،
( وكان صوت اليأس بالخارج حفيف )
فهل يتحول اليأس إلى ماء نشربه أو نتجرعه ،، ممممم قد لا تهم الطريقة ،
أو أنه الماء تحول إلى شيء ميئوس منه
_عظيمة هذه الإلتقاطه عظيمة ._
أما ( الأقل الدم والأكثر نزيف )
ولـ تكمن الجروح في دفء الشتاء لحظة الميلاد ،
أو ربما في صيف المقابر أو البقاء بعد موت الاثنين
لـ يكن النزيف أكبر من احتمالات الدم في السيلان ،
وهنا إلتقاطه أكثر جمالاً في أن يكون الوصف أعظم من الموصوف ،
في أن يكون النزيف أكثر من الدم
ثم طافت بنا الريح نحو المدراس ،
التي دائما ما تحاول أن تُخفي الوجه الأسود وتظهر دونه
علمتنا حرف الياء فقط ،
دون أن تخبرنا بأننا لو وضعنا كلمة [ كبر] قبلها
لـ أصبحت ( كبرياء )
ولا علينا فـ ستخبرنا المدارس في مرحلة قادمة بأنها ( مفهوم لطيف )
_ يااااااااه هذه الريح لا زالت تسوق الدهشات _
فـ لنتمعن في هذا التتابع
أن يخرج الشاعر بنا من المدارس أولاً ثم إلى الشوارع ، والرابط بينهما ( علموني / فهموني )
فـ في المدراس نتعلم وفي الشوارع نفهم ما تعلمنها فـ طريقتها ، وهنا تبرز قدرة الشاعر في موافقة اللفظ لـ اللفظ ،
( كل هذي الأرض ما تنفع حذاء
كل هذي الخيل ما تنفع عسيف )
يمتطي الأفق ويمسك بـ بأصابع الحكمة العشرة ويُكمل المسير .
ثم يوغل بنا في الأحلام فـ يصور الحالم بالشخص الميت حينما قال ( ما حيا من حلم إلا والرثاء )
هل نموت نحن في الحلم ، أم تموت الأحلام فينا ونستر الباقي من العمر بـ رثاء الحلم .
( وما احترمت من الغباء إلا البغاء ، وما حسدت من العيون إلا كفيف )
- كَيف يُحسد الكفيف ، ؟
نعم نعم ، يُحسد ، لأنه لا يرى قذارة العالم من حوله ، كم هُو محظوظ
ثم أنه لا ينسى أن يُوجد حيزاً لـ الأصدقاء في هذه القصيدة إذ أن وجوهم ترتبط كثيراً
بـ ملامح المعاناة التي رُسمت أعلاه ، لهم نصيب الأسد من الخيانات والبؤس وتتابع الخذلانات
[ ما بإيدينا خُلقنا تُعساء . . لكن بإيديهم الواقع سخيف ]
ولـ تكن الخواتم أنصالاً ، مُوجهة إلى نُحور من يتحسسها .
____________________________________
الولوج إلى نُصوص أستاذ خالد بـ طريقة مُرتبكة مُرتكبة عَمداً كماي
هي مُجازفة ، اغفر لي إياها أرجوك.
أستاذ إبراهيم
إقبل لي الثرثرة أعلاه واعتبرها مُجاراة تطفل فقط ، لـ نقدك الثري والواعي الذي لا يُجارى ،
شُكراً لأنك تُسلط الضوء على الضوء
كم أتمنى أن تَحتفي جريدة الشبيبة بـ هذه القراءة ،
ما رايك ؟