زفرة فقيرة جدا
..كعادتي كل صباح أمر من طريق مختصر، يقربني لأقرب نقطة إلى المكتب، و بينما أنا منهمكة بعدّ الدقائق للوصول، إذا برجل كهل جالس على قارعة الطريق يستجدي الرزق من عباد منهمكين..
نظر إليّ بتوسل، وعيناه تقول ألف كلمة، تحكي عن أبناء جاحدين، وأيام سوادها أكثر من البياض فيها، فتشت في جيبي فلم أجد غير الفراغ.. اقتربت منه أكثر فأكثر، و قبّلت يده بطيبة قائلة:
- آسفة يا أبتي لا أملك غير ابتسامة وقبلة على يدك المرتعشة..
أجابني مندهشا، والفرحة كست وجهه، الذي سطرت التجاعيد فيه خرائط الزمن السحيق:
- ابنتي أرجعت لي بطيبتك آدميتي، (ربِّي يْحَفْظَكْ ويْنَجِّيك.. ويبعَّدْ الشُّوكْ مَنْ يدِّيكْ ).
انصرفت لعملي وآثار دمعة حارة في عيني تفضح بسوطها أمري.