[خالد صالح الحربي]

*
بدايةً أُحَيّيك يا عبدالعزيز على هذا الطَّرح المُختَلِف والجَريء لموروثنا الشعبيّ .
ودعني أتوقّف عند قولك : [ قد نُصَدِّق القصيدة ولكن لا نُصَدِّق القِصّة ] لأضْحَك وأقُول بل يجب أن لا نُصَدِّقهما كلاهما .
ولكي لا أُجْحِف بحَقّ أسلافنا دعني أتفائل وأقول : يجب أن لا نُصَدّق ما نسبتهُ 90% من حكاياتهم !
كيف لي أن أُصَدِّق قصّة تتناهشها أكثَر من قبيلة .. . كُلّ قبيلة ترويها على أنّها لها بإختلافٍ طفيفٍ لا يكاد يُذْكَر !
كيف لي أن أُصَدّق حروبهم ومعاركهم التي يقتل فيها كرنديزر واحد 100 رجُل !
مع أن لا قنابل ذُرّيّة لديهم ولا سلاح متطوّر في ذلك الوقت .
كيف لي أن أُصَدِّق حكاية من يقطع المسافة بين العراق ونجد في يومٍ واحد ؟!
كيف لي أن أُصَدّق كسرة أحد الفُرّيس لينتقل المشهد بعد ذلك إلى والد ذلك الفارس
وهو يقول : ياخوفتي إنّ اللي كسره يقول هذا البيت ! ، فيعود المشهد إليه لنجد أنّهُ يقوله بِنَصِّهْ !!
هذا غير الكثير من الأشياء المُضحكة في موروثنا [ كليلتنا ودمنتنا ] .

***
أنا مُقتنع بأنّ هناك قصصٌ واقعيّة وحقيقيّة تدعو لأن يفخر بها كُلّ أبناء شبه الجزيرة العربيّة .
ولكن لماذا كُلّ هذا التشويه والمُبالغة الممجوجة !
سؤالٌ قصير ينتظر إجابةً طويلة .