منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - صحراء راودها الرذاذ . . .
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-2009, 07:38 PM   #2
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي السبت 4 يوليو 2009




....
...
..
.



هدأت شمس الظهيرة قليلا.. اذنت لي بالخروج بعدما أحرقت شوارع أبوظبي بجبروتها، ولم أشأ أن أسلم نفسي لأشعتها القاتلة.. الآن أستطيع الذهاب.. كانت بدلتي الصفراء فاقعة الألوان جميلة جدا في هذا الصيف، ومناسبة لألوانه المستشيطة.. وأنت تنتظرني في إحدى مداخل أبوظبي المزدحمة.. لم أشأ أن أثير الحميمية لأنني في لحظتها لم أكن أشعر بها أبدا.. لم نتحدث فيما أتابي إليك.. كان الصمت وبعض كلمات متقطعات هم الذين يتحدثون، لا أذكر أن رغبتي في التحدث كانت عالية.. حتى أثرتَ الكلام بدفء هائل..

- بشو ضايقتج انا حبيبي؟
- بغيرتك
- شو بلاها غيرتي؟

أقص عليك ما بدر منك وما كان مني.. أنبهكَ لطريقة الحديث.. أشياء أخرى.. اختنق ويدك تشد دورانها في احتضاني.. حتى ريقي لم أعد قادرة على ابتلاعه.. تجتازني صورة الموقف.. كلامك يعود إلى سمعي، تزدحم اللحظات المؤلمة في جفاك.. احاول الصمود أسقط على صدرك، أمعن في السقوط فثم جروح كثيرة تنساب من بين أهدابي.. كنت وأنا في نشيجي لا أبكي دموعي.. إنما أبكي أعصابي وشراييني المشدودة جراء ردات فعلك غير المدروسة.. وأنت تمعن الحب في ضمي.. صوتك يتهدج.. (خلاص حبيبي لا تصيحين) وأنا أقاوم بكائي فيهيل نحيبي على صدرك.. أتمرغ في دموعي ودموعك.. أشعر أن قوايَ تخور شيئا فشيئا، دوار عصيب يلف عينيّ.. أرتخي، بعدما استنزفت قواي كلها في البكاء، لم أبكِ قبلك بمثل هذه الحمى المتقطعة، ولكنها كانت أقوى مني.. شعرت أنني أبكي على صدري.. وكأنما أغرق في لجة دماء.. لستُ أدري مالذي أثار كل هذا الكم من الحزن، لا أذكر أبدا أنني شهقت وزفرت في حياتي كما كنت لديك.. هل رأيت يا سيدي؟ أن كمًّا أحمله لك من الحب والولاء يفوق حتى احتمال جفوني على البكاء.. لم أكن أعلم أن لي كل هذه الطاقة من البكاء.. وإلا لما أظهرتها جميعها أمامك.. لأنك لا تستحق أن أفجعك فيّ بهذه الطريقة.. كان يكفيك بعض الدموع الباردة لأحظى بكل حنانك الدافئ.. ولكني لم ادرك مدى جرحي حتى تساقطت بين يديك.. اتسخت ثيابك بسواد كحلي.. وتحول الأبيض إلى رماديّ، وأما قميصي الأصفر فقد تلطخ بالسواد فتحول جماله إلى بشاعة..
صوتك الرخيم يحتضنني.. (مافي شي يفرقنا بعد اليوم أبدا أبدا أبدا، راح أحاول إني ما أكون متواجد معاج في الأماكن العامة، عشان ما أتصرف بطريقة ما أقصدها أو أجرحج بردات فعلي.. ) لم يأتِكَ تعليقي هذه المرة، ليس لأنني لا أريد، بل لأنني لا أستطيع، فحلقي كان منملا باردا.. وأسناني ترتجف.. ولساني ثقيل.. كل ما شعرتُ به هو أنني لا أستطيع فعل شيء.. لا أتذكر بعدها أغفوتُ أم صحوت.. لا أتذكر ما الذي قلته ولا ما دار بيننا من حديث، كان الدوار قد أحكم يده على وعيي.. ولكني غسلت هما عظيما تشنج في أعصابي.. كان صوتك يدخل ضمن أشياء كثيرة غير مفهومة.. لكنني أتذكر يدك جيدا.. وهي تشد من ضمها لي.. لتشعرني بالأمان والحنان والاطمئنان..


.
..
...
....




زينب....



 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com


التعديل الأخير تم بواسطة زينب عامر ; 07-15-2009 الساعة 07:40 PM.

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس