لاشيء يمنع تذكرك دون مقدمات ,
كالمفاجآت أنت , تأتي لتعبث بالنسيان ,
و تبعثر اتجاهات الزمن من هجوعك,
وبكل بساطة تستفز خمول العقارب ..
أوراق التقويم هذا الصباح
ترتعش كحرف قلقلة في حنجرة طفل ,
لم تكن قادرة على مواراة الرقم القادم لــ"رمضانٍ" شاحب..
هو الثالث إذا يا دنيا,
هو الثالث من فقداني ..
ياااااربي ,
كان يكفيني تسعة أشهر رتيبة
على ألا أتحسس الندبة نفسها
كلما زغردت السماء وأموت عالقة في مرآتي ..
أتعرف أبي !
يؤلمني إصرار أمي على اكتمال زينتي في الأعياد,
تكحلني بيديها , فيما يربكها المطر ,
المطرالذي لا يشبه أحد مثلما يشبهك ,
يتمرد على زيف الأشياء , ويهزم رياءها على مهل ..
من الآن ,
أحمل هم استجداء ثوب غير الأسود ,
بهجة الألوان لاتتفق وورقة خريف مطرودة من رحمة الشجر ,
و الظل لا يناسبه غير الشحوب ...
أحمل من الساعة ,
هم البحث عن قلم شفاه قريب لبهوت شفتيّ ,
لا أريد للون يقتحم قسماتي ناشز عن جو الفقد ..
حتى خديّ سأكتفي لهما " بقرصة "
توردهما لفترة وجيزة وتنطفئ ..
يالله !
في كل عام , كنت سيد الطاولة ,
من ثغرك ينبعث الإيمان خلوفاً ,
لا يعرقلك الهرم , ولا يرهق جفاف الصوم نبضك ,
لطالما دعوت لي بصوت تمزقه العبرة
" يااااكريم لاتحرمها مرادها " ..
الله يا أبي , بدأ بك
قبل أن يحرمني من أي شيء آخر ,
الله يا أبي ,
لم يستجب لي حينما دعوت بخفوت أمام
تشنج الأجهزة
" ياربي اجعل يومي قبل يومو " ..
هو قطعاً يحبك أكثر مني ,لأنه استعادك قبلي ,
ولطيف بك أكثر مني ,لأنه لم يشعلك بفقدي ,
علِم بأنانيتي ,
فأذاقني الفقد جزاءعقوق غير مستقصد ..
فسامحني ,
وليسامحني الله ...
دائماً أحبك يالله ,
وأحبك أكثر لأنك أحببته ...
هكذا أردتها أن تكون ,
دون تحريف شعور واحد ولا تغيير ملامح حرف ...